عزل الوالي محمد نجيب باشا :
يوم الجمعة ٢٢ شعبان سنة ١٢٦٥ ه عزل الوالي عن بغداد ومنهم من قال كان عزله في رجب. وقد مرّ من حوادثه ما يبصر بما قام به من الأعمال إلا أن الوثائق ليست كافية للقطع بما هو معروف عنه من الحوادث ، الأمر الذي اضطرنا أن ننقل ما قاله المؤرخون فيه. جاء في مرآة الزوراء :
«خلف علي رضا باشا اللاز في ولاية بغداد وكان والي الشام. وهو قادر على إيقاع ما هدد. وله المهارة الكافية في ضبط الإدارة وتمشية الأمور فهو من الوزراء الذين اختارتهم الدولة للمهمة. مآثره لا تنكر .. ولكنه كان قد بلغ في أيامه الظلم والعسف بالأهلين حدّا فائقا ، تجاوز طوره .. وكان يحمل أفكارا بالية. الأمر الذي جعل الدولة لا تنتفع منه ، وكذا الأمة ..» اه (١).
ويريد أن يقول إن تمسكه بالطريقة القادرية تمسكا قويا صده عن النظر في أمور الدولة ومال بكلّيته إلى نقيب الأشراف السيد علي الكيلاني. تعلق به تعلقا كبيرا .. والحق أنه ساعد على تنظيم أمور الوقف القادري ، فنهج السيد علي نهجا مقبولا ، فصار ينتفع آل الكيلاني من هذا الوقف إلى اليوم. ومن الغريب أن يشير الأستاذ سليمان فائق إلى ذلك في حين أننا نراه يميل إلى (النقشبندية) كثيرا. وقد قبلت القادرية.
وفي سجل عثماني أنه من الگرج ، تخرج من الأقلام ، وتولى الدفترية وغيرها .. وتقلّب في مناصب عديدة. وبعد أن ولي منصب الشام مدة وجّه إليه منصب الوزارة ببغداد في ربيع الأول سنة ١٢٥٨ ه
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٣٥.