ثم إنه صدرت الطوابع ، فصارت تتداول (١).
الباب والبهائية
من مدة طويلة فقد العلماء الدعوة إلى العقيدة وتباعدوا عن الاتصال بالأهلين. وبذلك أهملت عقائد الشعب أو قل الاتصال بها. الأمر الذي دعا أن يتصل دعاة آخرون من المبتدعة. وبذلك كانت لهم العلاقة مكينة بالأهلين.
وكان نادر شاه ضيق على العلماء وأحرجهم كثيرا لما رأى من مخالفتهم سياسته ، ولم يتعاونوا معه. وبعد نادر شاه تنفسوا الصعداء ، ورأوا احتراما من الملوك والأمراء إلا أنهم فاجأتهم عقائد كان سببها إهمالهم العلاقة بالشعب وإرشاده. فظهر الشيخية أتباع الشيخ أحمد الأحسائي ، ثم الكشفية. ثم ظهر في هذه الأيام (الباب) وهو رئيس نحلة (البابية) ومبتدعون آخرون منهم (البهاء) ...
كان ظهور الباب (علي محمد الشيرازي) في إيران بتاريخ ٥ جمادى الأولى سنة ١٢٦٠ ه ـ ١٨٤٤ م ، فمال إليه كثيرون. ولما أعلن دعوته قامت الدولة الإيرانية في وجهه ، وكذا العلماء وأعلنوا تكفيره وعارضوه بشدة إلا أن الكثير من الإيرانيين تابعوه لأسباب سياسية عدا الدعوة ، وأسباب أخرى وآخرون تابعوا العلماء فكانوا شطرين. وانتشرت الدعوة في إيران. وغالب المتصوفة منهم.
وفي هذه السنة كان مقدّمهم في بغداد محمد بن شبل العجمي ويبلغ من معه نحو خمسين أو ستين رجلا وهذا الداعية كان من أتباع السيد كاظم الرشتي. حبسه الوزير نجيب باشا كما حبس المرأة (قرة
__________________
(١) تاريخ لطفي ج ٨ ص ١٢.