«وعلى قدمه (على شاكلة ملا علي الخصي) علي آغا اليسرچي من الترك ، نصبه علي باشا (تفكچي باشي) أيضا جرم أغاسي ، وأخذ أموالهم قهرا ، وكان لا يعرف سياسة الحكومة ، ولا يدرك شيئا. غير أنه يحبس المسلمين ، ويأخذ دراهمهم ، كما أنه كان مولعا بالزنى ، وتزوج امرأة فاحشة مجاهرة ، وجعل يخلو نهاره معها ، وهذا .. كجرأة علي أفندي (ملا علي الخصي) ..» ا ه.
٣ ـ حمدي بك :
هو قريب من سابقه في ظلمه وتعديه ، أخذ من الخلق خفية .. كذا قال صاحب التاريخ المجهول ، ولم يوضح عن أعماله ، وما كان يقوم به ، ولا بيّن وظيفته ولا مهمته ..
وكل ما نعلمه أنه كان خازن الوزير وهو الذي تكلم مع مندوبي الأهلين أيام حصار بغداد ، فأكد لهم عزم الدولة على الفتح ، وكذا بيّن جهود الوزير علي رضا باشا لتحقيق هذا العزم .. نال الوزارة بعد ذلك ، وحصل على المنصب في جملة ولايات كقونية وأرزن الروم ، فصار يدعى حمدي باشا ، وهو ابن السيد علي باشا القپودان. وله صلة قربى بالوزير علي رضا باشا وهو مشهور بالنهب والسلب من أموال بغداد ... وفي محاورته مع الأهلين وثّقهم بأيمان مغلظة (١) .. وفي مرآة الزوراء بين الأستاذ سليمان فائق أنه رآه واستطلع منه بعض حوادث المماليك فدوّنها في تاريخه من جهة داود باشا فاستطلع رأيه ، قال : لم يوافق علي رضا باشا اللاز على قتله ..
وكان هذا تولى التضييق على الناس ، والتعدي على النساء بالضرب
__________________
(١) تاريخ لطفي ج ٣ ص ١٣٨ ، وج ٧ ص ٦٥.