لاستطلاعها مما جعل الأمر لازما للوقوف التام ، والتحقيق بخفاء عما تجب معرفته. ومن ثم قام الوزير بتجهيز خمسة أفواج من الفيلق السادس ومقدارا من المدفعيين والخيالة فرتب فرقة كاملة العدة بتجهيزاتها جعلها تحت قيادة الفريق نافذ باشا ، وأعد المراكب لهذا الغرض ، وتحركت من البصرة في أول سنة ١٢٨٧ ه ، ورافق هذه الحملة العسكرية منصور باشا ، والسيد محمد سعيد نقيب البصرة ، وأن الكويت تطوعت في الخدمة ، ورافقت الجيش ، وسارت الجيوش بأرزاقها في سفن تبلغ نحو ثمانين بين صغيرة وكبيرة ، وكانت هذه بإمرة قائممقام الكويت (عبد الله الصباح). قام بإدارتها بنفسه ، وتعهد بالخدمة مجانا بلا مقابل ..
وهذه الفرقة سارت توّا نحو رأس التنورة ، فأنزلت ومن ثم سارت برا إلى القطيف ، وكانت هناك قوة ابن سعود فلما أطلقت المدافع عليها لم تقو على المقاومة فتفرقت وانهزمت من خوفها ، ودخلت الجيوش قصبة القطيف بلا عناء ولا كلفة في ٩ ربيع الأول سنة ١٢٨٨ ه ثم سارت إلى الهفوف والمبرز ، وقبل الوصول إليها ترك أعوان ابن سعود هذه المواطن وفروا .. ومن ثم استولت الحكومة على الأحساء.
وبذلك تم الغرض في قضية نجد بقوة عسكرية وبسهولة ، فبقي أمر آخر يهم الدولة هو دفع ابن سعود ، والخلاص من أخطاره في المستقبل ، وأن تكون البلاد بنجوة من تعرض الأجنبي مادة ومعنى ، فأراد الوزير تأمين ذلك فتأهب بنفسه وذهب إلى هناك لإكمال المهمة .. وفي تلك الأثناء ظهرت غائلة شمر فعاقته مدة وأخرت منهاجه ..
ومما قاله السيد أحمد الرشدي من علماء الكشفية من قصيدة في ذلك جاء تاريخها :
لقد جاء نصر الله يزهر بالفتح