ويكونون قد بدأوا بالمخالفة فيما إذا لم يسمع منهم قول. كما كتبوا محضرا قدموه إلى علي رضا باشا مع أحد متميزي المماليك سفيان أفندي (الخطاط المعروف).
ثم إن إقعاد الوزير في محل الحكومة يعد بمثابة عصيان على الدولة ومكاشفة لها في العداء. ولذا أقيم في دار صالح بك الذي نصب (قائممقاما).
كان ظهور هذه الحالة من قاسم باشا مما سبب أن تسلب الأمنية فكتب الأهلون المحضر إلى الباب العالي وطلبوا العفو وعوضوا بدل هذا العفو بعشرين ألف كيس خدمة للخزانة الجليلة ، وإبلاغ سنوية بغداد إلى أربعة آلاف كيس في السنة الأولى بعد أن كانت ألفين ، ثم يضاف في كل سنة ألف كيس حتى تبلغ عشرة آلاف كيس وتؤدى المبالغ المصروفة من قبل علي رضا باشا على حدة ، وأن الإيالة بأجمعها كفيلة بذلك ويلتمس ابقاء الوزير داود باشا وإذا لم يوافق رأي الباب العالي فالمأمول أن توجه الوزارة إلى صالح بك. وهذا إذا لم يمكن فلا نكلف بمبلغ وللدولة أن تختار من شاءت. ويتخلل هذا ألفاظ رقة ومرحمة وتعابير استرحام وتمنيات ...
أوضاع علي رضا باشا :
أما علي رضا باشا فإنه حينما علم أن قاسم باشا دخل بغداد بسهولة سار من الموصل وحط رحاله على نهر الزاب ، وحينئذ وصل إليه سفيان أفندي فعرف دخائل الأمر ولئلا يحدث اضطراب في الجيش أمر بالرحيل. وتقدموا مرحلة إلى الامام. وفي اليوم التالي وصلوا إلى إربل ولم يتوقفوا واستمروا في السير حتى ضرب الجيش خيامه أمام قصبة الأعظمية.
وجاء ذكر واقعة بغداد في حديقة الورود. وبين الأستاذ سليمان