كركوك السابق ، وأن القائممقام أصدر أمرا بالعفو عن الجميع.
لم يتزلزل القائممقام من مخالفة الأهلين وأن العثمانيين وسائر العسكر ناصروه ودافعوا عنه أشد الدفاع. فلما رأى ذلك حالت حذر أن يشيع عنه أنه السبب في توليد الشغب. ولما كان أودع إليه الأمر من دولته اختار (عبد الله آغا) للوزارة وكانت لديه فرامين لم يحش الاسم بها وأدرج اسمه بها بتوجيه الإيالة برتبة وزارة وقدمه إليه على أن يقرأ في الغد في الديوان المرتب للاحتفال ، وحينئذ أعلن ذلك للجميع. بتاريخ ٢١ ربيع الآخر سنة ١٢٢٦ ه (١).
قال صاحب المطالع :
«ولما تولى عبد الله باشا أعطى عبد الرحمن باشا الكردي من رأيه رسنه ، فوقعت بينه وبين الرئيس فتنة قتل فيها من أهل البلد من سل صارمه فيها وسنه ، ونجا من وجد للهرب سبيلا ، وأما الرئيس فقد كاد يكون قتيلا ، فرجع إلى ما رامه عبد الرحمن الكردي ووزيره إذ ضاق خناقه وذل نصيره فاستقرت الأمور لعبد الله باشا» اه (٢).
وبعد ثلاثة أيام أو أربعة من نصبه وزيرا هيأ الوزير لحالت أفندي أسباب السفر وسيره إلى استنبول مكرما معززا. خاف أن يحدث غائلة أخرى.
متصرف الموصل :
وبعد دخول العسكر بغداد ببضعة أيام انحرف مزاج محمود باشا متصرف الموصل فتوفي في ١٨ شوال ودفن في تربة بجوار قبر الوزير
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٥١.
(٢) مطالع السعود ص ١٩٤.