السابق). وبعد أن مكث عبد الله باشا في الخارج نحو ستة أيام أو سبعة دخل بغداد فاستقر في القائممقامية.
مضت مدة شهر واحد على هذه الحالة (١).
مشاغبات جديدة :
لم يكن هم حالت الرئيس عزل وزير من المماليك لينصب آخر منهم مكانه بل كان يود القضاء عليهم وتحويل السلطة للعثمانيين ولكنه لم يستطع أن يقوم بالأمر أو أن يصارح عبد الرحمن باشا إذ رآه بعيدا عن ذلك فأراد أن يطحن بعضهم ببعض. وفي مدة بقائه في بغداد عرف كبار رجالهم واتصل بهم دون رقيب فتمكن من بث فكره على لسان غيره في أن (عبد الله آغا) إنما جرت رئاسته ونال منصبه بواسطة عبد الرحمن باشا أمير بابان. وهذا تابع إيران فلم يرض به الأهلون ، ولا العثمانيون.!
لذا أوعز حالت إلى عبد الرحمن الموصلي آغا الينگچرية أن يحرك الأهلين في دفع عبد الرحمن باشا وعسكره ، وعزل عبد الله آغا من القائممقامية ، ونصب سعيد بك مكانه. اتفقت كلمتهم على ذلك وتوجهت رغبتهم.
وليلا أعدوا أسباب النزاع واتخذوا المتاريس وقاموا صباحا بالشغب وثاروا إلا أن العثمانيين والطوائف الأخرى لم ترغب في متابعة الأهلين. فأكدوا رابطة اتفاقهم مع عبد الرحمن باشا وأظهروا تأييد القائممقام. فدام القتال بين الفريقين من الضحى إلى المغرب واستمر الفريقان في تصلبهم ولكن الأهلين انكسر جمعهم وتفرقوا ، وعاد عبد الرحمن الموصلي بالخيبة واختفى. ونصب للينگچرية قاسم وهو آغا
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٥٠.