أسر ولم ينج شير بك إلا بشق الأنفس. وفي اليوم التالي شوهد أن لم يبق أثر لهم ، فاستولى الوالي على الحصن.
وعن هذا الانتصار كتب عبد الله الشاوي من الأعيان وكان مصاحبا للوزير يخبر أهل بغداد بهذا النصر.
وللشيخ عبد الرحمن السويدي قصيدة في هذه الوقعة تاريخها سنة ١١٦٠ ه (١).
ثم إن الجيش توجه نحو سروچك على سليم باشا فوصل إلى كيچينه ، وبعدها سوسة ، وبعدها (دپه رش) ، ثم (سرچنار) ، وهناك حدث ريح زعزع. ومنها وافوا (دپه كل) ، ثم (بستانسور) ومنها مضوا إلى (سروچك) وحينئذ حاصروا سليم باشا ولكن هذا الموقع كان رديء الهواء والماء. مرض فيه أكثر أفراد الجيش. ومات منهم مقدار كبير. وإن المرض سرى إلى الوزير فانحرف مزاجه.
وفي هذه الأثناء لم ير سليم باشا بدا من الطاعة والانقياد فأرسل ابنه إلى الوزير وتعهد بالخدمة الكاملة ونظرا لمرضه قبل منه ذلك وعفا عنه ... فاضطر إلى العودة (٢).
وجاء في تاريخ نشاطي أن الوزير مضى إلى (سروچك) ، فاتخذ المتاريس وحاصرها من جميع أطرافها. أمهل أهليها يومين بالتسليم فورد الجواب مع والدة سليم باشا ، فتقدم الفيلق ، وبقي الخازن وبعض الأتباع في (بستانسور) ، وأمر الوالي أن يمضوا بالحرم ومعها أحمد آغا صهر الوزير ، فجاؤوا إلى سراي خالد باشا في محل يدعى (سيد صادق) ، وذهب الجيش لجهة القلعة. وكان هذا المحل رديء الهواء أكثر من
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١١٢ وتاريخ نشاطي وحديقة الزوراء ص ٢١٤ ـ ٢.
(٢) دوحة الوزراء ص ١١٣ وحديقة الزوراء ص ٢١٣.