إليه رسالة من الشاه. ذلك ما دعا أن يشتبه السلطان منه فأمر بضرب عنقه في الديوان العالي (١).
إمارة صوران
من آخر إمارات صوران لما بعد المغول. وهذه الإمارة تكلمت عليها في (عشائر العراق الكردية) (٢). وأفردت لواء إربل بكتاب خاص توسعت في إماراتها ، وذكرت ما جاء في مسالك الأبصار من أنهم من بلاد السهرية. أهلها مشهورون باللصوصية من بلاد شقلاباد (شقلاوة) والدربند الكبير ، لا يبلغ عددهم ألفا وجبالهم عاصية ودربندهم بين جبلين شاهقين يشقهما الزاب الكبير. أميرهم حسام الدين. وجل ما يقال هنا أن عز الدين شير من أسرة الصهرانيين (السورانيين) ولا تعرف علاقته بحسام الدين وأول من علمنا منهم (كلوس) كما لقبه أهل تلك الأنحاء. ويراد به (الأثرم) ساقط الأسنان الأمامية من فمه. وكان في الأصل من قرية هوديان. ويقال لها (يهوديان) أيضا. كان راعيا في تلك القرية. ولما توفي أعقب من الأولاد عيسى وإبراهيم وشيخ أويس. وكان عيسى منهم شجاعا. جمع إليه بعض الأشخاص ، فتمكن أن يجذب إليه الجماهير بالإحسان إليهم ، فدخلوا في طاعته. ومن ثم عادى حاكم البلد آنئذ ، وعزم على مقاومته. وكان يطلق عليه وعلى جماعته بطريق الهزء والسخرية (الإمارة) ، فتوجه إلى (بالكان). وإن أهل تلك الناحية أحبوه ، وقبلوا إمارته.
ولم تمض مدة حتى تبعه خلق كثير ، فعزم على فتح قلعة (أوان). قال في الشرفنامة كان في أطراف تلك القلعة صخور حمراء. يقال لها (سنك سرخ) بالفارسية ، فكان عيسى وأصحابه يجلسون على تلك
__________________
(١) مرآة الكائنات ص ١٢٥. القسم السادس منه.
(٢) عشائر العراق الكردية ج ٢ ص ١٥٥.