رأى لزوم إدارتها بمنهاج موحد. وطراز إدارة ثابتة. والتشكيلات الإدارية القديمة للمملكة العثمانية ترتكز على النحو الذي اختطه ببعض التعديل. ودوائر الطابو تبعت هذه الطريقة في التسجيل لسائر الأملاك والعقارات.
٦ ـ نهر الحسينية في كربلاء :
هذا النهر من أعظم أعمال السلطان. كان يسمى باسمه (النهر السليماني) والآن يسمى (بالحسينية). أجراه إلى كربلا فأحياها. ولم يوفق السلاطين السابقون أيام غازان وغيره ومنهم الشاه إسماعيل ، والشاه طهماسب. واعتقد أن السلطان كان يملك أكابر المهندسين ، فتمكن من العمل. وتم المشروع على يده. ويقال إن هندسته كانت فائقة تدل على خبرة ومقدرة من أحضرهم من المهندسين ولا شك أنه كان أقرب لاستخدام أعاظم المهندسين وهو من أعظم الملوك وليس لدينا ما يوضح الأعمال الهندسية ووصف خطورة المشروع والخطط التي قام بها رجاله ولا علمنا عن هؤلاء المهندسين. والأعمال تنسب إلى السلطان وحده والنهر بوضعه شاهد العظمة. والآن كربلاء قائمة بدوامه والعمارة المشهودة في كربلاء والحياة الزراعية ، والبساتين فيها قامت بسبب من هذا الأثر ، فتجددت حياة اللواء ، وصار يعد من أعظم المشاريع الإصلاحية بل كان حقيقة مشروعا جليلا في حياة البلد وما جاوره من بقاع تصل مياهه إليها. ثم بعد مشروعه هذا بمدة طويلة قامت (سدة الهندية) واكتسبت شكلا أعظم ونتائج مهمة خصوصا بعد اتخاذ الأبواب واستخدام لوازم العمارة والإرواء الحديثة. فعليه الآن عمارة اللواء وقوام حياته. وعلى ما حققه بعض المؤرخين أن المهندسين كانوا يرون أن كربلاء في محل عال ونهر الفرات منخفض عنها فيستحيل إيصال الماء إليها فكان إيصال الماء إليها يحتاج إلى خبرة هندسية كاملة فتمت في عهد هذا السلطان. وعد صاحب گلشن خلفا ذلك كرامة من كراماته وبركة من بركات توفيقه وإقباله. وأظن أنه يقصد بذلك التفاته لهذا