وعلى كل حال لم تذعن هذه الإمارة للعثمانيين بسهولة. وإنما ناضلت عن نفسها ما استطاعت. وفي أثناء المباحث ورد ذكر أمراء آخرين من الأردلانيين إلا أن الرياسة كانت بيد من ذكروا. وورد تصريح أيضا في معاهدة السلطان مراد فيما يتعلق بحدود العراق وبذكر هذه الإمارة. وتقف حوادث العراق عند هذا لما يخص هذا العهد (١).
٣ ـ إمارة الصورانيين
وهذه الإمارة وقفنا بها عند قتلة عز الدين شير أميرهم. والآن نتناول ما جرى على هذه الإمارة بعد ذلك فأقول :
تقلص ظل هذه الإمارة ، ففرت من وجه السلطان سليمان ، واختير لإمارة إربل حسين بك الداسني. وهذا جرت في أيامه وقائع أدت إلى تدمير طائفته اليزيدية وتقلص ظلهم بما توالى من معارك دامية.
وذلك أن قتلة عز الدين شير أدت إلى إقصائهم إلى الجبال. وبعد حروب قاسية مع اليزيدية تمكنوا من الاستيلاء على إربل. ثم طوي ذكرهم بعد قتلة الأمير سيف الدين من السلطان سليمان. ومن ثم عاد ذكرهم وتجدد بصورة عامة ، ولم يعين اسما.
وجل ما يعول عليه في هذه الحالة الشرفنامه فإنها توسعت في ذكرهم إلى أيامها. وتفصيل الخبر أن عز الدين شير كان قتله السلطان سليمان سنة ٩٤١ ه. وهذا انقطعت به الإمارة عن إربل ، ولكن بقيت هذه الإمارة عشائرية ، وخلف عز الدين شير من خلف ممن سبق ذكرهم في حوادث السلطان سليمان القانوني (٢).
ثم إن الحكومة أودعت إدارة إربل إلى حسين بك الداسني أمير
__________________
(١) جاء في عالم آراي عباسي تفصيل لما يتعلق بالأردلانيين.
(٢) ذكرت في ص ٧٢ من هذا الكتاب.