ليشاهدوا مدى
انطباقها أو افتراقها عن منهج الإسلام ؛ فيقوِّموا بذلك اعوجاجهم ويعمقوا استقامتهم على ضوء ما سيعرضه البحث من مفردات الرفق لما فيها من رسالة تكاملية هادفة إلى كلِّ خير وصلاح.
ونحن في هذا المقتضب من الحديث عن الرفق
ـ كفضيلة سامية ـ نحاول إعطاء فكرة مبسطة عن واقعه وأهميته في المنظور الإسلامي ، وذلك من خلال بيانات بعض الآيات المباركة والأحاديث الشريفة ، ليتضح بجلاء دور الإسلام العزيز في تربية الإنسان في كلِّ عصر وزمان على الشفقة والرحمة والتعايش المعنوي من أجل الحياة الحرّة الكريمة على وجه هذه الأرض والسعادة الاَبدية في عالم الخلود.
وليتبين البون الشاسع بين الحضارة
الماديّة الجافة القاسيّة التي لا تُذكي إلاّ الأنانيّة والجشع والغلظة والقسوة ، وبين الإسلام الذي ينمّي روح التراحم والتواصل والايثار ، ويُرَبي الإنسان على مكارم الأخلاق ، ويحمله على المحبّة والصلح والتفاهم وحرية الإرادة وحرية الاختيار ، هذا من جهةٍ ، ومن جهةٍ اُخرى ليتبين البون الشاسع بين الإسلام وبين غيره من الأديان السماوية كالمسيحية مثلاً التي يتظاهر أتباعها بالدعوة الى الصلح والصفاء بين أبناء البشرية في العالم .. مبتدئين أولاً ببيان معنى الرفق ..