فهو صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لو كان الرفق خلقاً يرى » ، أي : لو أن لحقيقة الرفق صورة مجسدة تظهر للعيان وتتمثل للاِنسان « ما كان مما خلق الله عز وجل شيء أحسن منه » فهو يفوقها حسناً وجمالاً ، وبهذا الطرح الافتراضي والتصويري يبين لنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ما للرفق من جمالية في حقل الاخلاق وكيانها التكاملي الشامخ.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أُعطي حظّه من الرفق أُعطي حظّه من خير الدنيا والآخرة » (١).
وفي هذا الحديث إخبارٌ عن الصادق الامين بأن من يرزق الرفق يرزق الخير كله. وهذا يعني أن الذي يزداد رفقاً ، يزداد من خير الدنيا والآخرة ، وعلى العكس سيكون حال الآخر الذي حُرم حظّه من العقل والوقار ، وصرعته الأنا ، فاستبدل أناةً بالحُمق ، وجهلاً بالحلم ، فزرع لدنياه وآخرته ما يسوءه حصاده ، وتُطيل ندامته عقباه ..
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « التودد إلى الناس نصف العقل والرفق نصف المعيشة ، وما عال امرؤ في اقتصاد » (٢).
وبهذا التشخيص الدقيق في بعده الاجتماعي تتوضح أهمية الانفتاح
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ٦ : ٢٢٩. إحياء علوم الدين ٣ : ١٨٥.
(٢) بحار الأنوار ٧١ : ٢٤٩.