الفصل الثاني
الرفق في السُنّة المطهّرة
جاء في كثير من الأحاديث الشريفة الحث على الرفق والدعوة إليه وبيان أهميته وتحديد أبعاده وتشخيص ثمراته ، ولا بأس بالوقوف على ضفاف شواطىء تلك الاحاديث ؛ لنغترف من عذب مائها الرقراق في زمن الضمأ ؛ حيثُ الافكار المادية العكرة وما نصبته لهذا الإنسان من كؤوس مرة المذاق لا تروي الغُلّة ولا تشفي العِلّة.
لقد مدح النبي الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم الرفق بأحاديث كثيرة نذكر بعضاً منها :
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الرفق يُمنٌ والخُرق شؤمٌ » (١).
وهذا الحديث يصف الرفق باليُمن ، أي : البركة ؛ لمِا لَهُ من دور حيوي
__________________
(١) الكافي ٢ : ١١٩ / ٤ باب الرفق. إحياء علوم الدين ٣ : ١٨٥. والخُرق : الجهل والحُمق.