حتّى نزلوا الجزيرة ونفوا قوماً من العماليق كانوا بها ، ونزلوا الموصل وتكريت ، فلمّا ملك كسرى أنوشروان بعث إليهم ناساً من بكر بن وائل مع الفرس فهزموا أياداً ونفوهم إلى قرية يُقال لها : الحرجية ، بينها وبين الحصنين فرسخان فالتقوا بالحرجية وقتلت ، وقبورهم بها إلى اليوم ، وسارت بقيّتهم إلى أرض الروم وبعضها إلى حمص.
وذكر ابن بليهد أيضاً (١) (الثعلبية) : تحمل هذا الاسم إلى هذا العهد ، وهي لبني أسد في الجاهلية وفي صدر الإسلام. ويُقال لها في هذا العهد : (الثعيلبي) ، سكنته شمّر وبنوا به قصوراً ، وحفروا به آباراً ، وغرسوا فيه نخيلاً.
وبين الثعلبية والخزيمية ثلاث وعشرون ميلاً ، وبها بئر تُعرف ببئر (النسبان) ، وبئر أخرى تُعرف (بالمنصور) ، وبئر أُخرى تُعرف ببئر (عقبة) عليها حوض ، وبئر تُعرف (بالمخالصية) ، وبئر تُعرف (بالمطهرية) ، وبئر تُعرف ببئر (آس) ، وبئر تُعرف (بأبي المحسر) ، وبئر تُعرف لمحمد بن الربيع ، وآبار متفرّقة كثيرة العدد. وبالثعلبية قصر ومسجد جامع ، وبركتان مربّعتان ؛ أحدهما تُعرف (بالكبرى) وهي المهدية ، ولها مصفاة وبركة حيال القصر تُعرف (بالخالصة) مربعة. ومن الآبار الكبار والصغار أكثر من ثلاثين بئراً تُعرف بالكرارير والموالي ، وثلاث آبار يُقال لها : الوطاء ، والجوفاء ، والزوراء. وبين السابع من البريد إلى الخزيميّة شقائق رمل يُقال له : الوعساء ، ودون الميرا بثلاثة أميال رمل يُقال له : جبلا زرود. والمسرف بطرف الوعساء على ميل ونصف من العميس. قال الشاعر يذكر الوعساء ، وذكره ابن بليهد أنّه صاحبه ذو الرمة.
أَيا ظَبيَةَ الوَعساءِ بَينَ جُلاجِلٍ |
|
وَبَينَ النَقا أَأَنتِ أَم أُمُّ سالِمِ |
ذكر ابن بليهد جلاجل ، وقال : لا أعلم اليوم موضعاً بهذا الاسم (٢). وقبل
__________________
(١) انظر محمد بن عبد الله بن بليهد ـ صحيح الأخبار ـ ج ٣ ص ١٨٢.
(٢) انظر ابن بليهد ـ صحيح الأخبار ـ ج ١ ص ٧٩.