مالك في بطن الأعر ، وهي مربّعة لها مصفاة ، وعندها ثلاث آبار ، ماؤها عذب ، عليها حياض وهو المتعشى ، وبه حصن وكان هناك حوانيت يُباع فيها. وعلى ميل من بطن الأعر بئر تُعرف بالعباسيّة ، ثمّ تنحدر العقبة على الرصيف ، وهي حجارة فرش بها الطريق ؛ لكثرة الوحل إلى المنزل من عمل خالصة. والمسرف على ثلاثة أميال من بطن الأعر ، وعقبة الأجفر على أربعة أميال من الأجفر ؛ حجارتها مسنان الماء ، وبظهر الأعر قباب وخزانة لخالصة وآبار وبيوت خربة. وقبل الأجفر بنحو من ميلين عند الرصيف بركة خالصة ، ويقال : هي للخيزران ، يمنة عن الطريق مربّعة. قال الخوارزمي (١) : ولمّا نزل الحسين (عليه السّلام) الخزيميّة أقام بها يوماً وليلة ، فلمّا أصبح جاءت إليه اُخته زينب بنت علي (عليه السّلام) (٢) ، وقالت له :
__________________
(١) انظر مقتل الحسين ـ الخوارزمي ، طبع النجف.
(٢) ولدت زينب الكبرى بعد الحسين (عليه السّلام) في الخامس من شهر جمادي الأولى في السنة الخامسة للهجرة ، وإنّما يُقال لها الكبرى للفرق بينها وبين مَنْ سُمّيت باسمها من أخواتها ، وكنّيت بكنيتها. وكانت زينب الكبرى تلقّب بالصدّيقة الصغرى ؛ للفرق بينها وبين أمّها الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السّلام). وألقابها : عقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيِّين ، والموثقة ، والعارفة ، والعالمة ، والفاضلة ، والكاملة ، وعابدة آل علي. وكانت ذات جلال وشرف ، وعلم ودين ، وصون وحجاب ، حتّى قيل : إنّ الحسين (عليه السّلام) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها. وروت الحديث عن جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وعن أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وعن أمّها فاطمة الزهراء (عليها السّلام). قال ابن حجر : زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية ، سبطة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، أمّها فاطمة الزهراء (عليها السّلام). قال ابن الأثير : إنّها ولدت في حياة النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وكانت عاقلة لبيبة جزلة ، زوّجها أبوها من عبد الله بن جعفر فولدت له أولاداً ، وكانت مع أخيها لمّا قُتل ، فحُملت إلى دمشق ، وحضرت عند يزيد بن معاوية. وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور يدلّ على عقل وقوّة جنان. ذكر الحجّة سيّدنا هبة الدين الشهرستاني في نهضة الحسين ، قال : لزينب أخت الحسين (عليه السّلام) شأن مهم ، ودور كبير النطاق في قضية الحسين. وذكر الاُستاذ حسن قاسم في كتابه (زينب) : السيّدة الطاهرة الزكية زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب ابن عمّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وشقيقة ريحانتيه. لها أشرف نسب ، وأجل حسب ، وأكمل نفس ، وأطهر قلب ، فكأنّها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل. فالمستجلي آثارها يتمثّل أمام عينيه رمز الحقّ ، ورمز الفضيلة ، ورمز الشجاعة ، ورمز المروءة ، وفصاحة