عذيبي على ما ذكره
المقدسي
، ويسمّيها ابن جبير سميرة. قال : ونزلنا ضحوة النهار سميرة ، وهي موضع معمور ، وفي
بسيطتها شبه حصن يطيف به خلق كبير مسكون ، والماء فيه في آبار كثيرة إلاّ إنّها
زعاق ومستنقعات وبرك. وتبايع
العرب فيها مع الحاج فيما أخرجوه من لحم وسمن ولبن ، ووقع الناس على قرم وعيمة
، فبادروا الابتياع ؛ لذلك يشقق الخام التي يستصحبونها لشارات الأعراب لأنّهم لم
يبايعونهم إلاّ بها. وحدّث إبراهيم بن عطارد قال : سميراء لبني نصر بن معين من بني
أسد. وحدّث داود بن محمد بن عبد الملك بن حبيب بن تمام الأسدي قال : حفر أبي بئراً
بين الحويز عن يسار سميراء ، يشرب منه حاج البصرة. بئر حقّ أهل بيته وحقّ عيسى بن
بغيض ، وكان خاصمه فرجز ، وقال :
حفرتُها في منتهى المقيلِ
|
|
في حقّ لامع ولا مسؤولِ
|
بينَ حلاص وبني المهزولِ
|
|
بذلتُ فيها نفس ذي الحجولِ
|
ومقبلاً وكان ذا قبولِ
|
|
إذا انتهى للحول بعد الحولِ
|
ضرباً كضرب الرومِ للطبولِ
|
|
جوباً كجوبِ البرقعِ المنخولِ
|
وقال بعض الأعراب :
ترعى سميراء إلى آرامِها
|
|
إلى الطريفاتِ إلى أهضامِها
|
في خرقٍِ تشبع من رمرامها
|
|
حتّى إذا ما فرّ من أوامها
|
وفاضَ بردُ الماءِ من أجرامِها
|
|
قامَ إلى حمراءَ من كرامِها
|
__________________