الحملان ، سوى من هرب بعد أن جاء أسماء بن خارجة الفزاري ، ومحمد بن الأشعث الكندي ، وشبث بن ربعي التميمي ، واستعانوا بأهل البصرة ، وشكا إليهم المختار وأصحابه ، وما قتل من رجالهم واستباح من حريمهم ، فخرجنا مع مصعب ابن الزبير حتّى قتلنا نبيّهم المختار ، ومَنْ قدرنا عليه من أصحابه ، واعتقناهم من الرق ، فلنا الفضل على أهل الكوفة ، ولنا المنّة عليهم ، وعلى أعقابهم لو كانوا يشكرون. قال ابن عياش : أتاكم أهل الكوفة يوم الجمل مع علي فقتلوكم ، فأرى أهل الكوفة غالبين ومغلوبين على الحقّ ، وأرى أهل البصرة غالبين ومغلوبين على الباطل. فقال أبو العباس : يا أبا بكر ، دونك فإنّي أرى ابن عيّاش مفوّهاً جدلاً. قال أبو بكر : ما لهم بنا طاقة. قال ابن عياش : لسنا في حرب فيرى مغالبنا ، وإنّما نحن في كلام فأحسن الكلام أوضحه حجّة. فقال الحسن بن زيد : يا أبا بكر ، لا تغالب أهل الكوفة ، ولا تفاخرهم ؛ فإنّهم أكثر فقهاء وأشرافاً منكم. فقال أبو بكر : معاذ الله ، أنّى يكون هذا! وما كان فيهم شريف إلاّ وفينا أشرف منه ، وما كان في تميم الكوفة مثل الأحنف في تميم البصرة ، ولا في عبد القيس الكوفة مثل الحكم بن الجارود في عبد القيس البصرة ، ولا كان في بكر الكوفة مثل مالك بن مسمع في بكر البصرة ، ولا كان في قيس الكوفة من قتيبة بن مسلم في قيس البصرة. قال ابن عياش : زدنا يا أبا بكر إن وجدت مزيداً ، فعندنا أضعاف ما ذكرت ، ومن أنت ذاكره إن شاء الله. قال أبو بكر : كفى بهذا فخراً وعزّاً وشرفاً. فقال ابن عياش : قطع بك يا أبا بكر ، إنّما أهل البصرة مثل نظام البعر المستوي واسطته درة فهي فيهم مشهورة ، وأهل الكوفة مثل نظيم الدرّ فواسطته منه لها أشباه كثيرة ؛ ذكرت الأحنف في تميم البصرة ، وفي تميم الكوفة محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس رهن قوسه عن جميع العرب ، والنعمان بن مقرن صاحب النبي (صلّى الله عليه وآله) المقدّم على جميع جيوش المسلمين أيام عمر بن الخطاب ، وحسان بن المنذر بن ضرار من بيت ضبّة وسيّدها عتاب بن ورقاء جواد العرب. وشبث بن ربعي التميمي قائد أهل البصرة وسائقهم مع