إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

تحمیل

الحسين في طريقه إلى الشهادة

154/260
*

الدينوري ، وهو من علماء الجغرافية : أنّها بمقدار غلوة من منزل الحسين (عليه السّلام). ونحن نضمّ صوتنا إلى صوت العلاّمة المظفّري ؛ إذ ما نقله هو عين الصواب ، كما وقفنا على ذلك في مصادر وثيقة. قال الدينوري (١) : حتّى انتهى الحسين إلى نينوى ، فإذا هو براكب على نجيب مقبل من الكوفة ، فوقفوا جميعاً ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ ولم يسلّم على الحسين (عليه السّلام) ، ثمّ ناول الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زياد فقرأه فإذا فيه : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين بن علي وأصحابه بالمكان الذي يوافقك كتابي ، ولا تحلّه إلا بالعراء ، على غير خمر ولا ماء ، وقد أمرت حامل كتابي هذا أن يخبرني بما يشاهده منك في ذلك ، والسلام. فقرأ الحرّ الكتاب ، ثمّ ناوله الحسين (عليه السّلام) ، وقال : لا بدّ من إنفاذ أمر الأمير عبيد الله بن زياد ، فانزل بهذا المكان ، ولا تجعل للأمير عليّ علّة. فقال الحسين (عليه السّلام) : «تقدّم بنا قليلاً إلى هذه القرية التي هي على غلوة ، وهي الغاضرية ، أو هذه الاُخرى التي تسمّى (السقبة) فننزل في أحدهما». فقال : إنّ الأمير كتب إليّ أن أحلّك على غير ماء ، ولا بدّ من الانتهاء إلى أمره. فقال زهير بن القين للحسين : بأبي واُمي يابن رسول الله! لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا بهم كفاية ، فكيف بمَنْ سيأتينا من غيرهم؟ فقال الحسين (عليه السّلام) : «فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال حتّى يبدؤونا». فقال له زهير : فها هنا قرية بالقرب منّا على شطّ الفرات (وهي في عاقول) حصينة ، والفرات يحدق بها إلاّ من وجه واحد. فقال الحسين (عليه السّلام) : «وما اسم تلك القرية؟». فقال : العقر ، فقال الحسين (عليه السّلام) : نعوذ بالله من العقر. فقال للحرّ : «سر بنا قليلاً ثمّ ننزل». فسار معه حتّى أتوا إلى كربلاء ، فوقف الحرّ وأصحابه أمام الحسين (عليه السّلام) ومنعوهم من المسير ، وقال : انزل بهذا المكان ، فالفرات منك قريب. فقال الحسين (عليه السّلام) : «وما اسم هذا المكان؟». قالوا له : كربلاء. فقال : «ذات كرب وبلاء ، ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا

__________________

(١) انظر أحمد بن ثابت الدينوري ـ الأخبار الطوال ـ ص ٢٢٥.