كم قد تغلّب مرّةً |
|
وأراكَ من سعةٍ وضيقهْ |
ما زالَ في أولادهِ |
|
يجري على هذي الطريقهْ |
كان (الناصر) قد ولاّه النقابة ، وكانت ولادته ونشأته بالكوفة ، توفّي سنة ٥٩٣ هـ. وعلى ما ذكره ابن كثير (١) قال : كان شاعراً مطبقاً ، امتدح الخلفاء والوزراء ، وهو من بيت مشهور بالأدب والرياسة والمروّة. وخلّف علم الدين ولده قطب الدين أبا عبد الله الحسين نقيب نقباء العلويّين في بغداد ، وكان عالماً شاعراً ، متطّلعاً على السير والتواريخ. قلد النقابة بعد عزل قوام الدين (أبي علي الحسن بن معد) المتوفّى ٦٣٦ عن النقابة سنة ٦٤٢ هـ.
وجاء في الحوادث الجامعة (٢) : توفّي فيها ـ يعني ٦٤٥ ـ النقيب قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي المعروف بالأقساسي العلوي ببغداد ، وكان أديباً فاضلاً ، يقول شعراً جيداً. بدرت منه كلمة في أيام الخليفة الناصر على وجه التصحيف ، وهي (أردنا خليفة جديداً) ، فبلغت الناصر ، فقال : لا يكفي حلقة لكن حلقتين ، وأمر بتقييده وحمله إلى الكوفة ، فحمل وسجن فيها ، فلم يزل محبوساً إلى أن استخلف الظاهر سنة ٦٢٣ فأمر بإطلاقه ، فلمّا استخلف المنتصر بالله ٦٢٤ رفق عليه فقرّبه وأدناه ، ورتّبه نقيباً ، وجعله من ندمائه ، وكان ظريفاً خليعاً ، طيّب الفكاهة ، حاضر الجواب. وجاء في التاريخ أنّه وصل الملك الناصر (ناصر الدين) داود بن عيسى في المحرّم ٦٣٣ إلى بغداد ، واجتاز الحلّة السيفية وبها الأمير شرف الدين علي ، ثمّ توجّه منها إلى بغداد ، فخرج إلى لقائه النقيب الطاهر قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن الأقساسي ، وفي سلخ ربيع الأول من السنة المذكورة وصل الأمير ركن الدين إسماعيل صاحب الموصل إلى بغداد ، وخرج إلى لقائه النقيب الحسين بن الأقساسي وخادماً من خدم الخليفة. وجاء أنّ الخليفة المستنصر بالله قصد سنة ٦٣٤ مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليهما السّلام) في ثالث رجب ،
__________________
(١) انظر ابن كثير ـ البداية والنهاية ـ ١٣ / ١٦.
(٢) انظر الحوادث الجامعة ص ٢٢٠.