عرفتُ ويا ليتني ما عرف |
|
تُ فمرُّ الحياةِ لمَنْ قد عرفْ |
وقال ابن الأثير في الكامل (١) : حجّ بالناس أبو الحسن الأقساسي سنة ٤١٢ هجـ ، فلمّا بلغوا فيد (٢) حصرهم العرب ، فبذل لهم الناصحي (أبو محمد قاضي القضاة) خمسة آلاف دينار فلم يقنعوا ، وصمّموا العزم على أخذ الحاج ، وكان مقدمهم رجلاً يُقال له : حمار بن عدي (بضم العين) ، من بني نبهان ، فركب فرسه وعليه درعه وسلاحه وجال جولة يرهب بها ، وكان من سمرقند شاب يوصف بجودة الرمي ، فرماه بسهم فقتله وتفرّق أصحابه ، وسلم الحاج فحجّوا وعادوا سالمين. ومن آل الأقساسي : فخر الدين أبو الحسين حمزة بن كمال الشرف محمد. ذكره النسابة العمري في المجدي ، وقال : هو نقيب الكوفة ، وكان لفخر الدين أخ يسمّى أبو محمد يحيى ذكره السمعاني في الأنساب ، وقال : كان ثقة نبيلاً ، سمع أبا عبد الله القاضي الجعفري. روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي (٣) ، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي (٤) ببغداد ، وأبو البركات عمر بن إبراهيم الحسني (٥) ، وكان بالكوفة. ومن آل الأقساسي علم الدين أبو محمد الحسن النقيب الطاهر بن علي بن حمزة ، كان شيخاً مهاباً ، جاوز الثمانين ، وقد أورد له ابن الساعي أشعاراً كثيرة ، منها :
اصبر على كيدِ الزما |
|
نِ فما يدومُ على طريقهْ |
سبقَ القضاءُ فكن بهِ |
|
راضٍ ولا تطلب حقيقهْ |
__________________
(١) انظر ابن الأثير ـ الكامل ـ ج ٩ ص ١٢١.
(٢) فيد : منزل في طريق مكة مرّ ذكره آنفاً.
(٣) كان مكثراً من الحديث ، عالي الرواية ، ولد بدمشق ٤٥٤ ، وتوفّى ٥٦٣.
(٤) الأرموي من أهل أرمية ، إحدى بلدان آذربايجان. سكن بغداد ، وتخرّج عليه كثير من أعلامها ، ولد سنة ٤٥٧ ، وتوفّي سنة ٥٤٧.
(٥) مفتي الكوفة ، كان مشاركاً في العلوم ، ولد سنة ٤٤٢ ، وتوفّي ٥٣٩ ، وصلّى عليه ثلاثون ألفاً. حسيني النسب من ذرية زيد الشهيد. وذكره الحموي في معجمه ج ١ ص ٣١٢.