ثمّ سرى والحرُّ يسري جانباً |
|
واتّفقَ الكلُّ على هذا السرى |
وصوتُ حاديهِ يدوّي في الفضا |
|
والكلّ للحادي وللرجزِ صغى |
يا ناقتي لا تذعري بل شمّري |
|
للسيرِ في ركبِ شقيقِ المجتبى |
هذا الإمامُ ابنُ الإمام مَنْ بهِ |
|
استقامَ هذا الدينُ والشركُ انمحى |
يا مالكَ النفعِ والضرِّ معاً |
|
أيّد حسينَ السبطِ خيرةَ الملا |
واخذل يزيدَ الجورِ والعهرِ الذي |
|
أولدهُ الشركُ وغذّاهُ الخنا |
قال أرباب السير : وأخذ الحسين (عليه السّلام) يسرة الطريق واتّجه نحو الشمال ، فقال لأصحابه : «مَنْ منكم يعرف الطريق على غير الجادة». فقال الطرمّاح بن عدي (١) : أنا يابن رسول الله. فقال : «تقدّم الظعينة».
فتقدّم الطرمّاح شأن الأدلّة ، وجعل يرفع صوته بالحداء قائلاً :
يا ناقتي لا تذعري من زجري |
|
واسري بنا قبلَ طلوعِ الفجرِ |
بخيرِ فتيانٍ وخيرِ سفرِ |
|
آلِ رسولِ اللهِ أهلِ الفخرِ |
السادةِ البيضِ الوجوهِ الزُّهرِ |
|
الضاربينَ بالسيوفِ البترِ |
الطاعنينَ بالرماحِ السمرِ |
|
المطعمينَ الضيفَ عامَ العسرِ |
يا مالكَ النفعِ معاً والضرِّ |
|
أيّد حسيناً سيّدي بالنصرِ |
عـلى الـطغاةِ من بقايا الكفرِ
قال الراوي : فانتهى بهم المسرى إلى أقساس مالك.
__________________
(١) الطرماح : بزنت سنمار. قال السماوي (رحمه الله) في أبصار العين : الطويل ، وهو هنا علم لرجل طائي ، وليس بابن عدي بن حاتم المعروف بالجود ؛ فإنّ ولد عدي الطرفات قتلوا مع أمير المؤمنين (عليه السّلام) في حروبه ، ومات عدي بعدهم ، وكان يعيّر بذلك ، فيقال له : اذهب على الطرفات. فيقول : وددت أنّ لي ألفاً مثلهم لاُقدّمهم بين يدي علي (عليه السّلام) إلى الجنّة. والطرفات هم : طرفة ، وطريف ، ومطرف (رحمهم الله).