.................................................................................................
______________________________________________________
أمرا آخر لم نذكره نحن وسنبين ذلك عند شرح كلامه ، رجعنا إلى ألفاظ الكتاب وتطبيقها تفصيلا على ما ذكرناه مجملا ، قوله : وتعل العين ظاهر ؛ لأن كلامه الذي قبل هذا إنما هو في إعلال اللام وكان الواجب أن يقول : المتحركة بحركة أصلية لما عرفت وقوله : بعد الفتحة أي : المتصلة بما يليها لما عرفت أن اللام فيها للعهد ، والمتقدمة مقيدة بذلك. وقوله : بالإعلال المذكور أي : بإبدال الألف منها واوا كانت أو ياء. وقوله : إن لم يسكن ما بعدها قد عرفت أنه من جملة الأمور المشترطة لهذا الإعلال ، ولا يخفى أمثلة ذلك مع أنه قد تقدم ذكرها ، أعني ذكر ما اجتمعت فيه الأمور المشروطة ؛ فاستحق الإعلال ، وذكر ما لم يجتمع فيه ؛ فاستحق التصحيح ، ثم شرع في ذكر الموانع من قوله : أو يعل ، ولكنه أتى بها معطوفة على قوله : إن لم يسكن ما بعدها وقد عرفت أن ذلك شرط ، وحاصله : أنه جعل انتفاء الموانع مشروطا وهو الصحيح ، ولكن الأولى إفراد الموانع عن الشروط وقد عرفت من كلامه الذي نقلناه عنه من إيجاز التعريف أنه أورد الشروط في فصل ، وأورد الموانع في فصل ، فكان ذلك أحسن من كلامه في التسهيل فقوله :أو يعل هذا المانع الأول ومعناه أو يعل ما بعدها أي : ما بعد العين وهو اللام ، وقد تقدم أن إعلال العين واللام إذا استحق كل منهما وجب إعلال اللام وكان مانعا من إعلال العين وتقدم تمثيل ذلك بنحو : الهواء والحياء ، وتقدم ذكر الموجب لإعلال اللام وتصحيح العين فلا حاجة إلى إعادته وقوله : أو تكن هي بدلا من حرف لا يعل هذا مانع ثان وهو المانع الذي قلنا : إنه ذكره في التسهيل ، وذكره في شرح الكافية أيضا ، ومثل لذلك بقولهم : شيرة في شجرة فلا تعلّ هذه الياء ؛ لأنها بدل من حرف لا يعلّ (١) ، وأنشدوا :
٤٣١٥ ـ إذا لم يكن فيكنّ ظلّ ولا ندى |
|
فأبعدكنّ الله من شيرات (٢) |
__________________
(١) قال في الكافية :
وقد يكفّ سبب الإعلال أن |
|
يناب عن حرف بتصحيح قمن |
كقولهم : قد أيسوا وشيره |
|
ناحين منحى : يئسوا وشجره |
وقال في شرحه : «وكذا قولهم : شيره بمعنى شجرة صحّح لوقوع يائه موقع الجيم» شرح الكافية (٢١٣٤).
(٢) من الطويل قائله جعيثنة البكائي والشاهد في قوله : شيرات بدلا من شجرات فجاءت الياء وهي عين :