[الإبدال (١)]
قال ابن مالك : (فصل : يجمع حروف البدل الشّائع في غير إدغام قولك : لجدّ صرف شكس آمن طيّ ثوب عزّته ، والضّروريّ في التّصريف هجاء : طويت دائما ، وعلامة صحّة البدليّة الرّجوع في بعض التّصاريف إلى المبدل منه لزوما أو غلبة ، فإن لم يثبت ذلك في ذي استعمالين فهو من أصلين).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قد تقدم أن علم التصريف علم يتعلق ببنية الكلمة وما لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال وشبه ذلك ، فكان علم التصريف نوعان : نوع يتعلق ببنية الكلمة وما لحروفها من أصالة وزيادة ، ونوع يتعلق بالصحة والإعلال ، وقد انقضى كلام المصنف على النوع الأول ، ومن هاهنا ابتدأ الشروع في النوع الثاني ، ولا يخفى أن هذا ـ أعني الإعلال ـ هو المقصود الأعظم من علم التصريف ، ومن هنا قيل : التصريف تحويل الكلمة من بنية إلى غيرها ؛ لغرض لفظي أو معنوي ، وقد تقدم لنا أن هذا الباب قصره المصنف على ذكر التحويل الراجع إلى الغرض اللفظي فقط ، ولا شك أن هذا هو الإعلال ، والإعلال إبدال ، وحذف وقلب ، أعني تقديم حرف وتأخير حرف ، لكن جلّ الأمر إنما هو الإبدال ، وأما الحذف والقلب فالأمر فيهما سهل ، وقد أوردهما المصنف في فصلين بعد أن أنهى الكلام على الإبدال (٢) ، ثم اعلم أن أكثر المصنفين يجعلون الإعلال ، والإبدال بابا ، ويخصون الإعلال بتغير حروف العلة وهي : الياء ، والواو ، والألف ، ثم إنهم في باب الإبدال يذكرون إبدال بعض أحرف العلة من بعض ـ أيضا ـ فيعيدون ذكر ما ذكروه في (باب) (٣) الإعلال ، ثم إنهم لا يقتصرون في ذكر الإبدال على ذكر البدل القياسي ، بل يدرجون معه ذكر البدل الشاذ ، وأما المصنف ـ
__________________
(١) انظر : الكتاب (٤ / ٢٣٧ ، ٣٣١) ، والمقتضب (١ / ١٩٩ ـ ٢٠٣) ، والتكملة (ص ٢٤٣) ، وشرح الشافية (٣ / ١٩٧ ـ ٢٣٣) ، والجاربردي (٢ / ٢٢٠ ـ ٢٣٠) ، والممتع (١ / ٣١٩ ، ٤١٥) ، والمقرب (٢ / ١٥٩ ـ ١٨٢) ، وشرح الكافية لابن مالك (٤ / ٢٠٧٧ ـ ٢١٠١).
(٢) انظر : التسهيل (ص ٣١٢ ، ٣١٥).
(٣) كذا في (ب) ، وفي (ج) «بعض».