[كيفية جمع العلم المرتجل والمنقول]
قال ابن مالك : (فصل يجمع العلم المرتجل والمنقول من غير اسم جامد مستقرّ له جمع جمع موازنه أو مقاربه من جوامد أسماء (١) الأجناس الموافقة له في تذكير وتأنيث).
______________________________________________________
فالخلاصة : أن اسم الجمع قد يأتي لا مفرد له كقوم ورهط ، وقد يأتي له مفرد وأنواعه كثيرة ، ذكرها ابن مالك بأوزانها المختلفة وأمثلتها المتعددة ، وخالف بذلك غيره كما بينا من أن الفراء يجعلها جميعا من الجموع ، والأخفش يرى أيضا أنها جمع ؛ لأن لها مفردا ، ولكن ابن مالك نظر إلى أنها لم ترد على وزن الجمع ، وأنها تصغر على لفظها كالمفرد ، ويعود الضمير عليها مذكرا ، فسار بذلك طريق سيبويه في الكتاب ، وهو أسلم الطريق ؛ لاعتماده على الوارد من كلام العرب ، وقد أسلفنا ذلك ووضحناه سابقا ؛ وبذلك ظهر الفرق بين اسم الجمع واسم الجنس (٢).
الشّرح : يشير بهذا الكلام إلى جمع العلم ، سواء أكان مرتجلا (٣) : وهو ما لم يسبق له استعمال قبل العلمية في غيرها مثل سعاد ، وزينب وأدد ، والمنقول : ما نقل من غيره صفة كحامد أو فعل كشمّر أو مصدر كفضل ونحو ذلك ؛ فيجمع ما سبق جمع موازنه ؛ فتجمع زينب على زيانب ؛ وأدد إدّان ، وفي نغر نغران ، وهو طير كالعصافير حمر المناقير ، وفي سعاد أسعد ، وكراع أكرع ، وفي حامد علما حوامد ، وفي حائط حوائط ، وفي ضرب علما أضراب ، ومثال المقارب كقولك : في زينب زيانب ، وأرنب أرانب ، وقوله : (في تذكير (٤) وتأنيث) يفيد أن العلم المرتجل والمنقول إن كانا لمذكر جمعا جمع اسم الجنس المذكر ؛ وإن كانا لمؤنث جمعا جمع اسم الجنس المؤنث.
__________________
لا يزال باقيا في الأرض لا يذهب ، وجمعه عرى ويشبه به النبيل من الناس.
(١) في نسخة : من جوامد الأسماء. التسهيل (ص ٢٨١).
(٢) انظر الكافية الشافية (٤ / ١٨٨٤).
(٣) انظر المساعد (٣ / ٤٨٠ ، ٤٨١) ، والشرح الكبير لابن عصفور (ص ٥٤٤).
(٤) انظر الكافية الشافية (٤ / ١٨٨٦).