.................................................................................................
______________________________________________________
الواو في الثاني ، وقوله : وما ورد بخلاف ذلك يشير به إلى الأمرين المتقدمين ، وهما افتتاح أحد هاتين الصيغتين بما لم يفتتح به الواحد ، واختتام الآخر بحرف لين ليس هو ، ولا ما أبدل منه في واحده ؛ فإذا ورد شيء من ذلك جعل في الأصل جمعا لواحد قياسي مهمل ، أو الواحد مستعمل استعمالا قليلا. فمثال الأول :ملامح ، ومذاكير ، ومحاسن ، فيقدّر آحاد هذه الكلمات : ملمحة ، ومذكار ، ومحسنة ، بمعنى لمحة ، وذكر ، وحسنة ، وهذه الآحاد المذكورة مهملة الوضع فجاء جمعها على واحدها القياسي المهمل ، ومثال الثاني [٦ / ١٠٣](١) وهو المفرد المستعمل قليلا : قولهم : أظافير ؛ فإن المشهور في الواحد : ظفر ، وقالوا أيضا :أظفور في معنى ظفر ؛ إلا أن ظفرا أشهر فجاؤوا بأظافير على مراعاة أظفور ؛ وأما المختتم بحرف لين ليس في المفرد قولهم : الليالي ؛ فإن مفرده ليلة ، وقالوا : ليلات ؛ فجاء بالليالي على مراعاة القليل.
وأما قوله : وقد يكون للمعنى اسمان فيجمع أحدهما على ما يستحقه الآخر فمثاله :سوار بكسر السين ضموا أوله وكسروه ؛ واتفقوا على جمعه في الكثرة على سور ، وهو قياس المكسور ، كخوان وخون ، وليس قياس المضموم (٢) ولا يقتصر في ذلك على السماع بل هو قياس قاله الفراء ، وقد فعلوا ذلك في الجمع ، بالألف والتاء فقالوا : شاة لجبة (٣) بسكون الجيم ، وفتحوها أيضا ، ولم يقولوا في الجمع إلا :لجبات بفتح الجيم.
وأما قوله : وربما قدر تجريد المزيد فيه فعومل معاملة المجرد فمثاله : رعبوب ، وهو الضعيف الجبان ؛ فإنه ملحق بعصفور ، وقالوا في جمعه : رعب ؛ كأنهم جمعوا فعلا مثلا كأسد وأسد ؛ وكذا أشهاد في شهيد ؛ كأنهم جعلوه كنمر وأنمار.
__________________
(١) من هنا إلى نهاية الباب الخامس والسبعين ، شرح أكملنا به شرح ناظر الجيش على متن ابن مالك.
(٢) في القاموس (خون) : الخوان كغراب ، وكتاب ما يؤكل عليه الطعام ، وجمعه أخونة ، وخون ، وخوان كشداد.
(٣) في القاموس (لجبه) : اللجبة بكسر الجيم وفتحها : الشاة قل لبنها ، والغزيرة (ضد) ، وجمعها لجاب ولجبات.