.................................................................................................
______________________________________________________
لم يكن في كلامهم ، كما قالوا : ملامح والمستعمل في كلامهم لمحة ، ولا يقولون :ملحمة ، غير أنهم قد قالوا : خاتام ، قال سيبويه : وزعم يونس أن العرب تقول أيضا : خواتم ، ودوانق ، وطوابق ، في فاعل كما قالوا : نابل ونوابل. انتهى كلام سيبويه (١) رحمهالله. قال الشيخ : فأنت ترى سيبويه قد حكى أن من العرب من يقول في فواعل الاسم : فواعيل (٢). انتهى. ولقائل أن يقول : إن فواعل لا يقال فيها :فواعيل مطلقا كما يفهم من كلام المصنف ، سواء كان فواعل صفة أم اسما ، ويدل على ذلك قول سيبويه : والذين قالوا : دوانيق ، وخواتيم ، وطوانيق ؛ إنما جعلوه تكسير فاعال ؛ وإن لم يكن في كلامهم (٣) ، فأفهم كلامه أن فواعيل ، إنما هو جمع فاعال ، ويقوي ذلك أيضا قوله عن يونس : إن العرب تقول : خواتم ، ودوانق ، وطوابق ، على فاعل.
المسألة الثانية :
أن ما كان على وزن فعالي بكسر رابعه إذا كان معتل الآخر ، يجوز فيه قلب الكسرة فتحة ، فيرجع إلى وزنة فعالى بفتح اللام ، فكما يقال في صحرى ، وذفرى ، وعلقى ، وخنثى : صحار ، وذفار ، وعلاق ، وخناث ، يقال في صحارى وذفارى وعلاقى ، وخناثى ، فهذا هو المقصود بقول المصنف : وردّ غير فواعل من مماثل مفاعل المعتل الآخر إلى مماثلة فعالى جائز ؛ ثم إنه لما لم يعبر هنا بفعالى ؛ بل عبر بمماثل مفاعل شملت هذه العبارة فواعل ، وفواعل المعتلة لا يتأتى فيها هذا الحكم ، أعني فتح الحرف الرابع ؛ فلا يقال في جوار ، ونواص ، وغواش : جوارى ، ولا نواصى ولا غواشى ، أخرج ذلك بقوله : غير فواعل ؛ ثم إن الشيخ قال : قد أطلق ـ يعني المصنف ـ هنا في مكان التقييد حيث ذكر أن مماثل مفاعل المعتل الآخر يجوز رده إلى مماثلة فعالى ؛ وقد جوّز ذلك قبل في قوله : ومنها فعالي إلى آخره ، ودل كلامه هناك على أن فعالى هو الأصل ؛ إذ قال : ويغني الفعالي عن الفعالى ، وذكر أن إغناء الفعالي عن الفعالى ، جائز ولازم ؛ فإذا كان شيء منه لازما فكيف يطلق هنا بجواز رده إلى فعالى ومنه ما لا يجوز رده؟ وتحريره أن يقول : ـ
__________________
(١) الكتاب (١ / ٣٤٨) ، (٢ / ١٩٨ ، ٣١٨).
(٢) التذييل (٦ / ٢٩) (أ).
(٣) الكتاب (١ / ٣٤٨) ، (٢ / ١٩٨ ، ٣١٨).