.................................................................................................
______________________________________________________
الآخر ، وأن مماثل مفاعل يجوز أن يرجع به إلى مماثلة مفاعيل بإلحاق ياء قبل آخره (١) ، فيقال في سرابيل ، وقراطيس ، وعصافير : سرابل ، وقراطس ، وعصافر ، ويقال في دراهم ، وصيارف : دراهيم ، وصياريف ، ويستثنى من القسم الثاني : فواعل ؛ فلا يجوز فيه المماثلة المذكورة ؛ فلا يقال في ضوارب : ضواريب ، ولا في قوابل :قوابيل ؛ وإن ورد في مثله فواعيل عدّ شاذّا ، كقوله :
٤٢٧١ ـ سوابيغ بيض لا يخرّقها النّبل (٢)
وإلى هذا أشار المصنف بقوله : ما لم يشذ كسوابيغ ، والمنقول عن البصريين ؛ أنهم لا يجيزون المماثلة المذكورة في القسمين المذكورين إلا في الضرورة ، ومن ثم قال الشيخ : وما اختاره المصنف هو مذهب الكوفيين ، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ)(٣) وقوله تعالى : (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ)(٤) ، فقالوا : إن مفاتح جمع مفتاح ، وإن معاذير جمع معذرة (والبصريون يقولون : إن مفاتح جمع مفتح ، ومعاذير جمع معذار) (٥). انتهى.
والظاهر أن مفاتح جمع مفتاح ومعاذير جمع معذرة ، ثم إن الشيخ قال : ظاهر كلام المصنف أن فواعل لا يقال فيه : فواعيل إلا شاذّا ؛ وذلك لإطلاقه في قوله :في غير فواعل ما لم يشذ كسوابيغ قال : فإن كان عنى الوصف فهو كما قال ؛ وإن كان عنى مطلقا في الوصف وفي غيره فقد نصّ سيبويه في كتابه أن من العرب من يقول : دوانيق ، وخواتيم ، وطوابيق ، وهي فواعل جوّزوا فيها فواعيل بالياء. قال سيبويه : والذين قالوا : دوانيق ، وخواتيم ، وطوانيق ؛ إنما جعلوه تكسير فاعال ؛ وإن ـ
__________________
(١) ينظر : الهمع (٢ / ١٨٢) ، والأشموني (٤ / ١٥١) ، وتوضيح المقاصد (٥ / ٨٢) ، والمساعد (٣ / ٤٦٩ ، ٤٧٠).
(٢) عجز بيت من الطويل ، لزهير بن أبي سلمى ، وصدره :
عليها أسود ضاريات لبوسهم
أي : على الخيل أسود ، الضاريات : جمع ضارية من ضرى ، إذا اجترأ. وسوابيغ : أي : كوامل. وهي موضع الاستشهاد حيث جمع سابغة ـ شذوذا ـ على سوابيغ ، والقياس : سوابغ. انظره في : العيني (٤ / ٥٣٣). والهمع (٢ / ١٨٢) والدرر (٢ / ٢٢٨) ، والأشموني (٤ / ١٥٢) ، وديوانه (ص ١٠٣).
(٣) سورة الأنعام : ٥٩.
(٤) سورة القيامة : ١٥.
(٥) التذييل (٦ / ٢٩) (ب).