.................................................................................................
______________________________________________________
من فاعل : صالح وصلحاء ، وعاقل وعقلاء ، وعالم وعلماء ، وجاهل وجهلاء ، وأما قوله : فإن ضوعف فعيل المذكور ، واعتلت لامه لزمه أفعلاء ؛ فقد عرفت قوله في شرح الكافية. وأفعلاء ينوب عن فعلاء في المعتل اللام : كوليّ وأولياء ، وفي المضاعف : كشديد وأشداء ، وإنما عدلت العرب إلى أفعلاء في المعتل والمضاعف ، أما المعتل ؛ فلأنه يلزم من جمعه على فعلاء أن يتحرك حرف العلة وينفتح ما قبله وحينئذ يجب انقلابه ألفا ؛ فيلتقي إذ ذاك ألفان فتحذف إحداهما وعند حذفها تختل الكلمة ، وأما المضاعف فلما يلزم من ثقل اجتماع المثلين ، وفيه ثقل ؛ إذ اجتماعهما على حدّ غير اجتماعهما في المفرد ؛ لحصول الفصل في المفرد دون الجمع ، ولما كان الإدغام غير جائز في فعلاء عدلوا عنه إلى أفعلاء ؛ لأنّ الإدغام لا مانع منه في هذه الصيغة بخلاف صيغة فعلاء ، فقالوا : أشدّاء لخفة الكلمة بالإدغام ، وأشار بقوله : إلا ما ندر ، إلى ما ذكره في شرح الكافية من قول بعض العرب : سري وسرواء ، وتقي وتقواء ، وسخي وسخواء ، وأما قوله : وندر فعلاء في رسول ، وودود ، وحدث ، إلى آخره ؛ فقد تقدم قوله في الشرح المذكور ، ونقل عن (بعض) العرب : ورداء ورسلاء ، وذكر ـ أيضا ـ سفهاء وسمحاء وحلماء ، ودخل أسراء تحت قوله : وقد يجيء ـ أيضا ـ جمعا لفعيل بمعنى مفعول ؛ لأن أسيرا بمعنى مأسور فهو فعيل ، بمعنى مفعول ، وليس قياسه فعلاء ، ومثله دفين ، وسجين ، وحليب ، ولم يغفل في الشرح إلا حدثاء جمع حدث ، وقوله : ويحفظ أفعلاء في نحو : نصيب إلى آخره ظاهر ، وقد ذكر أكثر ذلك في الشرح كما نقلناه عنه ، ونظير نصيب وأنصباء : خميس وأخمساء ، وربيع وأربعاء ؛ ولا شك أن قياسي نصيب أن يجمع على أفعلة في القلّة ، وعلى فعل في الكثرة ، نحو : رغيف وأرغفة ورغف ؛ فجمعوه وهو اسم جمع فعيل المعتل اللّام الصفة ، وقالوا : صديق وأصدقاء وقياسه صدقاء ، وكذا ظنين وأظناء قياسه ظنناء ، وقالوا هين وأهوناء وقياسه هونى نحو : ميت وموتى ، وقالوا : قز وأقزاء ، وقياس فعل المضاعف الاسم ؛ أن يجمع في القلة على أفعل ، وفي الكثرة على فعال وفعول ، قالوا : صك وأصك وصكاك وصكوك ، قال الشيخ : وقد قالوا في جمع كريم : كرماء ولم يذكره المصنف (١).
__________________
(١) التذييل (٦ / ٢٠) (ب).