.................................................................................................
______________________________________________________
لغتهم بأنّ سكون المثل الثاني في ذلك عارض بسبب الجزم أو الوقف (١) وعورض هذا التعليل بأن ، نحو : ظللت مجمع على إدغامه مع أن سكون اللام فيه عارض ، وأجيب عنه بأن السكون في ظللت لازم لا ينفكّ مع التاء ، وفي : لم يردد ، قد يزول لزوال الجازم ، ورد هذا الجواب بأن اتصال التاء بظللت كاتصال الجازم ، نحو : لم يردد فكما أن ذلك لازم عنده فكذلك الآخر ، وأجيب بأن التاء منزّلة منزلة الجزء من الكلمة والجازم كلمة مستقلة ، ولما أدغم التميميون مثل ذلك التقى ساكنان ، فلما احتيج إلى تحريك أحد الساكنين حرّك الثاني لما عرفت من أن الحركة تكون للساكن الأول ، إلا أن يكون الساكن الثاني آخر كلمة فيحرك هو دون الأول ، كما في كيف ، وأين ، ثم إن الحركة له قد تكون بالفتح وقد تكون بالضم وقد تكون بالكسر يختلف ذلك بسبب المواضع ، كما سنبين إن شاء الله تعالى. وإذ قد تقرر هذا فلنرجع إلى لفظ الكتاب فنقول : قوله : استصحب بنو تميم إدغام الفعل المصنف اللام الساكنها جزما أو وقفا ، عبارة حسنة ؛ لإشعارها بأن بني تميم يستمرون في الجزم ويبقون ما كان مدغما قبل ذلك على إدغامه ، فيقولون : لم يردّ ، ولم يبرّ ، ولم يفرّ ، ولم يلمّ ، وكذا يقولون : ردّ ، وبرّ ، وفرّ ، وألمّ ، وذكر الجماعة أن الذين لا يدغمون هم أهل الحجاز ، وأما غيرهم من العرب فإنهم يدغمون بنو تميم وغيرهم (٢) ، وسيبويه لما ذكر بني تميم ، قال : وهو قول غيرهم من العرب وهم وكثير (٣). انتهى. قال الشيخ : قد أطلق المصنف هنا حيث قال : أو وقفا ، ومن صور هذه : ارددن ، ولم يرددن ، قال : فهذان مبنيان وآخرهما قد سكن ، وهو من المضعف اللام ، ومع ذلك لا يدغمه بنو تميم. انتهى.
والعجب من الشيخ كيف وهم أن هذا استدراك على المصنف ، والمصنف قد قال في هذا الفصل : والتزم غير بكر الفك قبل تاء الضمير وأخويه ، وأحد أخوي تاء الضمير هو نون الإناث ؛ لأن كلّا منهما ضمير رفع ، وغير بكر يشمل العرب أجمعين بني تميم وغيرهم ، فثبت من هذا أن بني تميم لا يدغمون ، نحو : ارددن ، ـ
__________________
(١) ينظر : التصريح (٢ / ٤٠٢).
(٢) ينظر : شرح الكافية (٤ / ٢١٩٠) وما بعدها.
(٣) الكتاب : (٤ / ٤١٨).