.................................................................................................
______________________________________________________
فسهل ألف الوصل بين بين بدليل أنه لو لم يجعلها بين بين لم يقم وزن البيت ، وأما قوله : وربما [٦ / ٥٣] ثبتت الممدودة قبل المدغم المنفصل ، وقبل الساكن العارض تحريكه فأشار به إلى مسألتين ثبت الساكن الأول فيهما مع وجود المقتضي لحذفه. الأولى ثبوته قبل المدغم المنفصل ومثاله قراءة البزّي (١) عنه تلهى (٢) و (وَلا تَيَمَّمُوا)(٣) ، المسألة الثانية : ثبوته قبل ساكن عارض تحريكه. قال المصنف في شرح الكافية : وإذا حذف حرف المد لسكون ما بعده ، ثم عرض تحريك ما بعده لساكن آخر لم يرد المحذوف (ولذلك) لم ترد ألف (يشاء) من قوله تعالى : (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ)(٤) ولا ياء (يريد) في قوله تعالى : (لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ)(٥) ولا واو (يكون) في قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٦) (ثم نبهت على أن) بعض العرب قد تعتد بالحركة العارضة فيرد المحذوف فيقول في :(رمت المرأة) (رمات المرأة) ، وأنشد الكسائي قول الراجز :
٤٢١١ ـ يا حبّ قد أمسينا |
|
ولم تنام العينا (٧) |
وفي هذا شاهد أن : شاهد على رد الألف اعتدادا بحركة الميم وهي عارضة ، وشاهد على حذف نون التثنية دون إضافة (٨) انتهى.
وأما قوله : وأصل ما حرّك منهما الكسر ، فهو إشارة إلى المقصد الرابع ، وهو الحركة التي يحرك بها الساكن ما هي من كسرة أو فتحة أو ضمة ، وليعلم أن ـ
__________________
أم الشّرّ الّذي لا يأتليني
والشاهد في قوله : أألخير ، حيث جاء بهمزة الوصل بين بين. إذ دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل ، والقياس حذفها ، لكنها لم تحذف ولا سبيل إلى تحقيقها فخففت بالتسهيل. وانظر معاني القرآن (٢ / ١١٢) وابن يعيش (٩ / ١٣٨) ، والخزانة (٢ / ٥١٢) ، وشرح شواهد الشافية (ص ١٨٨) ، وديوانه (ص ٢١٢ ، ٢١٣).
(١) هو أحمد بن محمد بن عبد الله توفي (٢٥٠ ه) ، انظر ترجمته في غاية النهاية (١ / ١١٩ ـ ١٢٠).
(٢) سورة عبس : ١٠. ويقول أبو حيان في البحر (٨ / ٤٢٨) : وقرأ الجمهور تلهى والبزي عن ابن كثير :«عنه تّلهى» بإدغام تاء المضارعة في تاء تفعل وأبو جعفر بضمها مبنيّا للمفعول ، الإتحاف (ص ١٦٣ ، ١٦٤).
(٣) سورة البقرة : ٢٦٧.
(٤) سورة الأنعام : ٣٩.
(٥) سورة المائدة : ٤١.
(٦) سورة البينة : ١.
(٧) من الرجز. الحب بكسر الحاء : المحب والمحبوب ، العينا : قال البغدادي : أراد (العينان) فحذف النون. الخزانة (٣ / ٣٣٩).
(٨) شرح الكافية الشافية (٤ / ٢٠٠٨ ، ٢٠٠٩).