.................................................................................................
______________________________________________________
البطان) (١) بإثبات الألف ، ومن ذلك ما تقدم لنا ذكره وهو قولهم في القسم :(إي الله وها الله) بإثبات الياء وإثبات الألف ، ولكن ينبغي أن يعلم أن حذف التنوين قد ورد منه ما ورد نثرا ونظما ، وأما إثبات الألف أو الياء فشاذ نادر ، وأما قوله : ويتعين الإثبات إن أوثر الإبدال على التسهيل ، فهو إشارة منه إلى رابع المواضع من المقصد الأول الذي تقدم لنا أنه سيشير إليه ، وهو ما كان أول الكلمة فيه همزة وصل مفتوحة قد تقدمها همزة الاستفهام ، وقد تقدم أن هذا يكون فيما فيه لام التعريف مطلقا وفي آيمن الله ، وآيم الله خاصة ؛ إذ لا ألف وصل مفتوحة في غير ذلك ، وقد عرفت أن السبب في إبقائها واجتماع الساكنيين الخوف من التباس الاستخبار بالخبر ، والحاصل أن همزة الوصل المفتوحة إذا تقدمها همزة الاستفهام للعرب فيها مذهبان (٢) : أحدهما : التسهيل بين بين ، والثاني : إبدالها ألفا ، وقرئ بالوجهين في السبعة ، والإبدال أرجح من التسهيل ، وإنما كان كذلك ؛ لأن الإبدال يزيل صورتها ، وأما في التسهيل فإنها متحركة فكأنها ما ذهبت.
ومما يدل على ثبوت التسهيل بين بين قول الشاعر :
٤٢١٠ ـ وما أدري إذا يمّمت أرضا |
|
أريد الخير أيّهما يليني |
أأالخير الّذي أنا أبتغيه |
|
أم الشّرّ الّذي هو يبتغيني (٣) |
__________________
(١) هذا مثل يضرب لشدة الأمر وتفاقم الشر. انظر مجمع الأمثال (٢ / ٩٠ ، ١٠٦) وقال ابن عصفور في المقرب (٢ / ١٩) : فأما ما حكاه الكوفيون من قول بعضهم : (التقت حلقتا البطان) فشاذ لا يلتفت إليه) وشذوذه ؛ لأن القياس حذف الألف لالتقاق الساكنين كما حذفوها في قولك : (غلاما الرجل) وانظر ابن يعيش (٩ / ١٢٣) ، والرضي (٢ / ٢٢٤ ، ٢٢٥).
(٢) قال ابن الجزري في النشر (١ / ٣٧٧): (وأما همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين مفتوحة ومكسورة ، فالمفتوحة أيضا على ضربين : ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام ، وضرب اختلفوا فيه. فالضرب الأول المتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع (آلذَّكَرَيْنِ) في موضعي الأنعام (آلْآنَ وَقَدْ) في موضعي يونس ، (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) في يونس ـ ٥٩ ـ (آللهُ خَيْرٌ) في النمل ـ ٥٩ ـ فأجمعوا على عدم حذفها وإثباتها مع همزة الاستفهام فرقا بين الاستفهام والخبر ، وأجمعوا على عدم تحقيقها لكونها همزة وصل ، وهمزة الوصل لا تثبت إلا ابتداء ، وأجمعوا على تليينها ، واختلفوا في كيفيته فقال كثير منهم : تبدل ألفا خالصة وجعلوا الإبدال لازما ... وهو قول أكثر النحويين وقياس ما روي عن نافع. وقال آخرون : تسهّل لثبوتها في حال الوصل ، وتعذر حذفها فيه) وانظر : المرجع نفسه.
(٣) من الوافر قائله المثقب العبدي ويروى (يممت أمرا) و (يممت وجها) ويروى المصراع الثاني من البيت الشاهد :