.................................................................................................
______________________________________________________
الله ، والتنوين داخل تحت قولنا : الساكن الصحيح ، نحو : أكرم زيد العالم ، هذا كله إذا لم يكن الساكن الثاني آخر كلمة ، فإن كان الثاني من الساكنين آخر كلمة حرّك هو الأوّل ، نحو : كيف ، وأمس وحيث ، نعم إن كان الساكن الثاني في مثل ذلك تنوينا حرّك الأول ، نحو : إيه وصه وحينئذ ويومئذ ؛ لأن ذال «إذا» ساكنة والتقت مع التنوين المأتي به عوضا ، ومما يحرك فيه الساكن الثاني دون الأوّل ، ما سكن الأول فيه تخفيفا ، نحو : انطلق ولم يلده (١) ، وضابطه كل موضع سكن الأول فيه الغرض التخفيف ، وهو معه في كلمة فيه الثاني ؛ لأنهم لو حرّكوا الأول ؛ لصاروا إلى ما فروا منه ، وذلك كما انطلق ، ولم يلده ، فإن أصل انطلق : (٢) انطلق سكنت اللام تخفيفا كما سكن ، نحو : كيف فالتقى ساكنان هي والقاف فحركت القاف ، وكذلك : لم يلده ، وأشار بقوله : وربّما حذف الأوّل إن كان تنوينا إلى قراءة من قرأ (٣) «قل هو الله أحد الله الصمد» (٤) بحذف التنوين ، وإلى قراءة من قرأ «ولا الليل سابق النهار» (٥) وورد ذلك في الشعر كثير منه قول القائل :
٤٢٠٩ ـ عمرو الّذي هشم الثّريد لقومه |
|
ورجال مكّة مسنتون عجاف (٦) |
وأشار بقوله : أو أثبت إن كان ألفا (٧) ... إلى قول من قال : (التقت حلقتا ـ
__________________
(١) ينظر الكتاب (٢ / ٢٦٦) (٤ / ١١٥) ، والمقتضب (٣ / ١٦٩) ، والرضي (٢ / ٢٢٨) وابن يعيش (٩ / ١٢٦ ـ ١٢٧) والخصائص (٢ / ٣٣٣).
(٢) قال الجاربردي (١ / ١٥٨) (وأصل : انطلق انطلق بكسر اللام وسكون القاف فاشبهوا : طّلق بكتف فسكّنوا لامه ، فالتقى ساكنان فحركوا القاف وفتحوها اتباعا لحركة أقرب المتحركان إليها وهي فتحة الطاء ، ولأنهم لو كسروا لزم مافر منه في الساكن الأول وهو الكسر).
(٣) قال ابن جماعة (١ / ١٥٦): «وجاء أيضا حذف الألف تنوينا ، كما روى عن أبي عمرو (أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) بحذف التنوين ، وبه قرأ أيضا شاذّا إبان بن عثمان ، وزيد بن علي ، وأبو السمال وغيرهم وقرأ عمارة بن عقيل ، كما رواه عنه المبرد وغيره «ولا الليل سابق النهار» بحذف التنوين ، ونصب النهار. وانظر التذييل (٥ / ٢٤٣) ب.
(٤) سورة الإخلاص : ١ ، ٢.
(٥) سورة يس : ٤٠.
(٦) من الكامل قاله عبد الله بن الزّبعرى ، يقال : رجل سنت : قليل الخير وأسنتوا فهم مسنتون :أصابتهم سنة وقحط وأجدبوا العجف ذهاب السمنة. وانظره في اللسان (سنت) وسيرة ابن هشام (ص ٨٧) ، نوادر أبي زيد (ص ١٦٧) والكامل (١ / ١٤٨) والمقتضب (٢ / ٣١١).
(٧) علل ابن جني ـ في الخصائص (١ / ٩٣) ـ الجواز إثبات الألف بقوله : (وقولهم : «التقت حلقتا البطان» بإثبات الألف ساكنة في اللفظ قبل اللام ، وكأن ذلك إنّما جاز في هاهنا لمضارعة اللام النون ـ في اضربان ـ ألا ترى أن في مقطع اللام غنّة كالنون).