.................................................................................................
______________________________________________________
الصحيح ألف : انطلاق ، ولم يجئ بشيء من هذا الوزن يخالف هذا القانون ، ومثال ما غلب صفة مفعال ، فإن الغالب في الصحيح أن يجيء على هذا الوزن ، وقد يجيء على (مفعل) نحو : مدعس ومظعن وقد جاء بعضه في المعتل ـ أيضا ـ على هذا الوزن كما نبيّنه ـ إن شاء الله تعالى ـ وإن كان الغالب أن يأتي على (مفعال) انتهى (١). وقوله ـ أعني المصنف : كمصدر ما أوله همزة وصل ، وقد عرفت تمثيله له بقوله : انتهى انقضاء واهتدى اهتداء ، ولا شك أن نظيرهما من الصحيح : انطلاق واقتدار ، ومثل ذلك : استدعاء واستجلاء فإن نظيرهما استخراج.
وقوله : وموازن (فعّال) و (تفعال) و (مفعال) صفة. قد عرفت تمثيله (لفعّال) بعدّاء ، ومثله سقّاء ، وأن نظير ذلك من الصحيح : ختّار ، ومثله : قتّال وشرّاب ، وتمثيله (لتفعال) بتعداء ، ومثله : ترماء ، وأن نظير ذلك من الصحيح تذكار ، ومثله تطواف ، وتمثيله (لمفعال) بمعطاء ، ومثله : مهداء ، وأن نظير ذلك من الصحيح : مهزار (٢).
قال الشيخ : وقد شذّوا في شيء منه فجاء مقصورا ، قالوا : رجل معطى ، وإنما قيّد (مفعالا) بقوله بعده : صفة ، اهتزازا من اسم الآلة ، فإن أكثره يجيء على مفعل (ولا يتوهم من قول المصنف : و (مفعال) صفة أن (فعّالا) المذكور قبل يكون غير صفة لأن (فعّالا) إنما هو صفة ولما لم يكن استغنى عن تقييده بذلك ، وقوله : وواحد أفعلة مثاله : كساء وقبّاء ونظيرهما من الصحيح : خمار وقذال ، ولا شك أنها تجمع على : أكسية وأقبية وأخمرة وأقذلة ، وشذ من ذلك مفرد أندية (٣) وأرحية وأقفية فإن مفرداتها جاءت مقصورة ، قالوا : ندى ورحى وقفا ، وزعم الأخفش أن أرحية وأقفية من كلام المولدين وتأوّل أندية على أن يكون جمع نداء الممدود في الضرورة (٤) وزعم المبرد أنّ أندية جمع نداء ، وأن نداء جمع نديّ ، (٥) لأن (فعلا) يجمع على (فعال) و (فعال) يجمع على (أفعلة) ، قيل : وهذا ضعيف ؛ لأن ـ
__________________
(١) المرجع السابق.
(٢) النص منقول من التذييل (٥ / ٢٤١) (أ) (ب).
(٣) قال سيبويه : (وقالوا : ندى وأندية فهذا شاذ) الكتاب (٢ / ١٦٣).
(٤) ينظر : الخصائص (٣ / ٢٣٧) ، وابن جماعة (١ / ١٩٢) ، والتصريح (٢ / ٢٩٢) ، والتذييل (٥ / ٢٤١) (ب).
(٥) قال المبرد في المقتضب (٣ / ٨٢): (وقال بعضهم : إنما أراد جمع نديّ ، أي : نديّ القوم الذي يقيمون فيه ويفخرون ، كما قال الشاعر ـ سلامة بن جندل السعدي ـ من البسيط :
يومان يوم مقامات وأندية |
|
ويوم سير إلى الأعداء تأويب |