.................................................................................................
______________________________________________________
مصدر ما كان على (فعل) اللازم فإن فتح ما قبل الآخر هو المقيس الكثير ، نحو أشر أشرا ، وبطر بطرا.
قال : وقد جاء فيه (فعالة) (١) نحو : شكس شكاسة ، و (فعولة) نحو :صهب صهوبة ، و (فعل) قالوا : شكر شكرا ، وأما المعتل منها غير مقصور ، نحو :هوي (هوى) وثوي ثوى وجوي جوى ، وقد جاء منه شيء بخلاف هذا قالوا :روي بروى ريّا فجاء على فعل ، واختلف في مصدر : غري ، فحكى فيه أبو زيد والأصمعي : غرى بالقصر على قياس إخوانه ، ونقله سيبويه والفراء : (غراء) بالمدّ على وزن (فعال) على جهة الشذوذ (٢) قال الشاعر :
٤٢٠١ ـ إذا قلت مهلا غارت العين بالبكا |
|
غراء ومدّتها مدامع حفّل (٣) |
ثم إن الشيخ ـ أيضا ـ لما [٦ / ٤٩] ذكر جمع (فعلة) و (فعلة) قال إلا أنه لا يندرج تحت (قول المصنف) (٤) فتح ما قبل آخره نظيره من الصحيح إلا من جمع ـ فعلة بكسر الفاء فجاء على فعل بضمها ، وذلك نحو : حلية ولحية فإنهم قالوا من جمعهما : حلى ولحى بكسر أوله و: حلى ولحى بضم أوله ، ولا من (فعلة) فضم الفاء فجاء على فعل بكسرها ، وذلك نحو : كسوة وكسى بضم أوله في الجمع وكسره : لأنه لا يوجد في كلامهم ، نحو : ظلمة وظلم بكسر الظاء في الجمع ، ولا مثل : قربة وقرب بضم القاف في الجمع وقد وجد ذلك في المعتل ، قال : فإذا ليس جمع المعتل مطلقا نظيره جمع التصحيح مطلقا (٥). انتهى.
والجواب أن المعتل الذي ذكره قد وجد فيه الوجه الآخر ، فكما أنهم قالوا في لحية وحلية : لحى وحلى بالضم ، قالوا فيهما : لحى وحلى بالكسر ، وكما أنهم قالوا في كسوة : كسى بالكسر ، قالوا : كسى بالضم. وأما قول المصنف فإن لزم قبل آخر نظير الصحيح ألف أو غلب. فقال الشيخ : مثال ما لزم قبل آخر نظيره ـ
__________________
(١) التذييل (٥ / ٢٤٠) (ب) (فعلة).
(٢) الكتاب (٢ / ١٦٢).
(٣) من الطويل قاله كثير عزة. غارت من غار الغيث الأرض بغيرها. أي سقاها ، وقيل : من غارت عينه تغور غورا : إذا دخلت في الرأس ، وغراء : نصب على الحال بمعنى مغاريه ، وفيه الشاهد. وانظره في :الأشموني (٤ / ١٠٦) ، وابن يعيش (٦ / ٣٩) ، والتذييل (٥ / ٢٤١) (أ) ، وابن جماعة (١ / ١٩٢) ، والعيني (٤ / ٥٩).
(٤) التذييل (٥ / ٢٤١) (أ) (قوله).
(٥) التذييل (٥ / ٢٤١) والعبارة منقولة بتصرف.