.................................................................................................
______________________________________________________
ـ لموضعين ، وطرورى للكيّس وشجوجاء وحجوجاء للطويل الرّجلين ، وطروراء للكيّس ، و (فاعلى) نحو : فاقلى ، وفاقلّاء. (١) انتهى.
وقول المصنف : وأما فعلاء وفعلاء فملحقان بقرطاس وفرناس ، يشير به إلى أن هاتين البنيتين لم تجئ الألف الممدودة فيهما للتأنيث ، إنما جاءت للإلحاق ، نحو :علباء وقوباء (٢) ، قال الشيخ : فأما قوله تعالى : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ)(٣) على قراءة من فتح السين ، فالهمزة ليست للتأنيث وإنما امتنع الصرف للعلمية والتأنيث لا لتأنيث اللازم (٤). وأما قول الشاعر :
٤٢٠٠ ـ غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها |
|
تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل (٥) |
فإنه يروى بفتح الهمزة وكسرها ، فمن كسرها أضاف إلى مجهل ، من فتح فإنه لا يجوز ذلك إلا على اعتقاد أن يكون : زيزاء علما فيكون امتناعه من الصرف للعلمية والتأنيث هذا مذهب البصريين ؛ أعني أن (فعلاء) لا يكون ألفه إلا للإلحقاق لا للتأنيث ، نحو : علباء وحرباء ، وأجاز الكوفيون أن تكون ألفه للتأنيث مستدلين بقوله تعالى : (مِنْ طُورِ سَيْناءَ)(٦) وقد عرفت توجيه البصريين لذلك ، وعلى رأي ـ
__________________
(١) التذييل (٥ / ٢٤٠) (أ).
(٢) منقول من المرجع السابق.
(٣) سورة المؤمنون : ٢٠.
(٤) إنما تمنع «سيناء» بفتح السين من الصرف لألف التأنيث الممدودة ، كصحراء وهي قراءة الجمهور ، وقد ذكر ذلك أبو حيان نفسه في البحر المحيط (٦ / ٣٩٣) قال : (وجمهور العرب على فتح سين سيناء فالألف فيه للتأنيث ، كصحراء فيمتنع الصرف للتأنيث اللازم ، وكنانة تكسر السين فيمتنع الصرف للتأنيث اللازم ـ أيضا ـ عند الكوفيين ؛ لأنهم يثبتون أن همزة فعلاء تكون للتأنيث ، وعند البصريين يمتنع من الصرف للعلمية والعجمة أو العلمية والتأنيث ؛ لأن ألف فعلاء لا تكون للتأنيث ، بل للإلحاق كعلباء ودرحاء) وانظر التبيان (ص ٩٥٢) ، والإتحاف (ص ٣١٨) ، وحجة القراءات (ص ٤٨٤) ، ومعاني القرآن للفراء (٢ / ٢٣٢).
(٥) من الطويل ، وقائله هو مزاحم بن الحارث العقيلي ، تصل : أي يسمع لأحشائها صليل من يبس العطش القيض : قشرة البيضة العليا اليابسة. المجهل : الصحراء التي يجهل فيها ، إذ لا علامة فيها ، وقد أوضح الشارح موضع الاستشهاد بالبيت ، وفيه شاهد آخر عند سيبويه ، وهو يستشهد به على اسمية (على) بدليل دخول حرف الجر عليها ، وفي المسألة خلاف ، انظره في المقتضب (٣ / ٥٣) ، والنوادر (ص ١٦٣) ، والكامل (ص ٤٨٨) ، وابن يعيش (٨ / ٣٨) ، والجمل (ص ٧٣) ، والخزانة (٤ / ٢٥٣) ، والمغني (ص ١٤٦) ، (ص ٥٣٢) ، والعين (٣ / ٣٠١).
(٦) استدل الكوفيون على ذلك بقراءة «سيناء» بكسر السين. انظر : الحاشية (٤ السابق).