.................................................................................................
______________________________________________________
ياء فتقول : أموسى إنيه؟ وكذلك في كلها وهو الصحيح ، وقد قالوا : أأنا إنيه؟ ولو كان الأول لقالوا : أأنا؟فإن كان الحرف ياء إضافة في لغة من سكّن ، فلك أن تحذف كما حذفت في النّدبة حين قلت : واغلاماه على قول من لا يلحق «إن» ولا يجوز ذلك على قول من يلحقها لزوال الحكاية ، بل يأتي بـ «إن» والفرق بينها وبين النّدبة قصد الحكاية».
ثم لما تكلّم على نون «إن» قال (١) : فإذا أكدت بـ «إن» لزم إذ ذاك أن يكون حرف الإنكار ياء لأن قبلها ساكنا يقبل الحركة ، فتقول مثلا لمن قال : قام أحمد : أحمد إنيه؟ فإن كان آخر الاسم منوّنا وألحقت «إن» جاز فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : إقرار التنوين ساكنا وتحقيق همزة «إن» فتقول : أزيد إنيه؟
والثاني : نقل كسرة الهمزة إلى التنوين وتحريكه بحركتها وتحذفها ، فتقول :أزيدننيه؟
والثالث : أن تدغم نون التنوين في نون «إن» المكسورة بعد النقل المذكور فتقول : أزيدنّيه؟ وذكر بعد ذلك عن ابن هشام وابن أبي الربيع كلاما يتضمن أن الهمزة حذفت وأدغمت التنوين في النون المكسورة للحاق مدة الإنكار ، قال (٢) : وقال ابن أبي الربيع : ولا يقال إن الهمزة نقلت كسرتها فالتقت النونان فوقع الإدغام. وأطال الكلام في تقرير كلام ابن أبي الربيع فتركت إيراده لك خشية الإطالة.
وأما قوله ـ أعني المصنف ـ : وربّما وليت دون حكاية ما يصحّ به المعنى كقول من قيل له : أتفعل : أأنا إنيه؟ ـ فقد عرفت قوله في شرح الكافية : «وهذا إنكار بلا حكاية» مشيرا بذلك إلى قول القائل : أأنا إنيه؟ جوابا لمن قال له : أتخرج إن أخصبت البادية؟ فقد وليت «إن» دون حكاية الضمير الذي هو «أنا» وهو يصح به المعنى. ـ
__________________
(١) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢١٤ ، ٢١٥.
(٢) المرجع السابق (خ) ج ٥ ورقة ٢١٥.