.................................................................................................
______________________________________________________
قال الشيخ (١) : «لأنه قال : أتخرج؟ فخاطبه وفي «تخرج» ضمير الخطاب مستكنّا فلا يبرز فتلحقه «إن» فأدخله على «أنا» ولم يحك كلام القائل وصح به المعنى والإنكار الذي أراده ، قال : وقال سيبويه (٢) : ومن قال : أذهبتوه؟ قال :أأناه؟ يريد أنه يدخل المدّة على «أنا» فيقول : أأناه؟ وتأويل القائل أنه حذف الألف الأولى خطأ بيّن ؛ لأنه لا ألف ؛ لأن الألف في الوقف وكتبها «أنا» بالألف إنما ذلك على حالة الوقف كما يكتبون : رأيت زيدا بالألف لتبيين حالة الوقف» انتهى.
وهو كلام حسن إلا أني لم أتحقق قوله : «فأدخله على أنا» لأن «إن» لم تدخل على «أنا» في قول القائل : أأنا إنيه؟
وأما قوله : وقد يقال أذهبتوه؟ لمن قال : ذهبت ، وأأنا إنيه؟ لمن قال : أنا فاعل فأشار به إلى مسألتين :
الأولى :
حكى فيها كلام المتكلم ، ووصلت علامة الإنكار بآخر الجملة ، وكانت «واوا» لأجل ضمة التاء ، ودلت كلمة «قد» على أن إلحاق العلامة في نحو هذا قليل ، وكان قياسه أن لا يحكى ، بل يقال : أأنت إنيه؟ لأن الضمير في «ذهبت» لا ينفصل ، فتلحقه علامة الإنكار ، فكان يكون نظير : أأنا إنيه؟ حيث لم يمكن انفصال الضمير في «أتخرج؟» هذا كلام للشيخ (٣) وعليك أن تتأمله.
المسألة الثانية :
هي أن يقال : أأنا إنيه؟ لمن قال : أنا فاعل.
قال الشيخ (٤) : «أمكن إدخال الهمزة وإلحاق العلامة في أنا ؛ لأنه ضمير منفصل» انتهى. ـ
__________________
(١) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢١٥.
(٢) عبارة الكتاب (٢ / ٤٢٢) (هارون): «وقد يقول الرجل : إني قد ذهبت ، فتقول :أذهبتوه؟ ويقول : أنا خارج ، فتقول : أنا إنيه؟ تلحق الزيادة ما لفظ به ، وتحكيه مبادرة له وتبيينا أنه ينكر عليه ما تكلّم به».
(٣) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢١٥.
(٤) المرجع السابق.