.................................................................................................
______________________________________________________
ثم قال الشيخ (١) : «وأنا في قوله : أأنا إنيه؟ مرفوع بأخرج لأن «أنا» هو المضمر في : أتخرج؟ فأدخل الهمزة على ذلك الكلام» انتهى.
ولم أتحقق قوله : «لأن أنا هو المضمر في أتخرج؟» لأن المضمر في «أتخرج» إنما هو «أنت» إلا أن يريد الشيخ بهذا الذي قاله [٥ / ٢١٤] أن «أنت» المضمر في «أتخرج» المراد به إنما هو المخاطب الذي عبّر عن نفسه بـ «أنا» فذاك شيء آخر ، ثم إذا كان «أنا» مرفوعا بـ «أخرج» كما قال ، لزم أن يكون منكرا أن يخرج ، والغرض أنه منكر أن لا يخرج.
والذي يظهر أن «أنا» مبتدأ خبره محذوف ، التقدير : أأنا لا أخرج؟ يدل على ذلك سياق الكلام المتلوّ بالإنكار.
وقوله : حكاه غالبا ـ إشارة إلى أن مدة الإنكار قد يؤتى بها دون حكاية ، وسيذكر ذلك.
وأما قوله : ووصل منتهاه ، إلى قوله : إن كان تنوينا ـ ظاهر ، وقد تضمن نقلنا عنه من شرح الكافية شرح ذلك.
ولما تكلم الشيخ على قوله : أو بياء ساكنة بعد كسرة إن كان تنوينا ؛ ومثّل لذلك بقولك لمن قال : قام زيد : أزيدنيه؟ قال (٢) : «فإن كان قد حذف آخر الاسم لأجل التنوين نحو : رام وعصا ، فالقياس أن يكسر كتنوين زيد لأنه حال وصل فيرجع المحذوف حينئذ فتقول : أعصانيه؟ وأرامينيه؟ وإنما رجع لأن سبب حذفه كان سكون التنوين وقد زال العارض بتحريكه. وقد يقال : حكمه حكم الأول إبقاء للحكاية ، فتقول : أرامنيه؟ وأعصنيه؟ فلا يرد المحذوف.
فإن كان الآخر ساكنا لا يقبل الحركة نحو : موسى والقاضي ، وتغزو وترمي ، فتقول في الإنكار : أموساه؟ وأألقاضيه؟ فتأتي بمدة الإنكار مناسبة للحرف الساكن ، ويحذف ذلك الحرف لالتقاء الساكنين كما تحذفه في نحو : موسى الكتاب ، ويرمي الرجل ، وقيل : لا يكون هذا لأنه يقدح الحكاية ، وإنما الوجه أن يفصل بين الاسم وبين حرف الإنكار بـ «إن» ، فتليه النون مع المد فيرجع حرف المد ـ
__________________
(١) المرجع السابق.
(٢) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢١٤.