.................................................................................................
______________________________________________________
عمر : أعمروه؟ وفي رأيت عثمان : أعثماناه؟ وفي لقيت حذام : أحذاميه (١)؟
وفي قدم زيد : أزيدنيه؟ أو أزيد أنيه؟ وله معنيان :
أحدهما : إنكار أن يكون الأمر على ما ذكر المخاطب.
والثاني : إنكار أن يكون على خلاف ما ذكر.
ومن الثاني قول رجل من العرب إذ قيل له : أتخرج إن أخصبت البادية؟ : أأنا إنيه؟ منكرا لرأيه أن يكون على خلاف أن يخرج (٢) ، وهذا إنكار بلا حكاية ، وكذا قولك : أأنا إنيه؟ لمن قال : أنا فاعل ، وإن فصلت هذه الهمزة بقول لم يجز لحاق مدة الإنكار ، كقولك لمن قال : هذا عمر : أتقول عمر؟ وكذلك إذا لم يكن المنكر واقفا كقولك لمن قال : رأيت عثمان : أعثمان يا فتى؟ وكذا إذا لم يكن المستفهم منكرا.
وإن كان الواقع بعد هذه الهمزة منعوتا ، أو معطوفا أو معطوفا عليه ، فموضع حرف الإنكار آخر النعت وآخر المعطوف ، كقولك لمن قال : لقيت زيدا وعمرا : أزيدا وعمرنيه؟ ولمن قال : ضربت زيدا الطويل : أزيدا الطويلاه؟» انتهى.
واعلم أن مدة الإنكار لما كانت تتصل غالبا بما يحكى أورد المصنف ذكر أحكامها في باب «الحكاية» فعقد لها هذا الفصل ، ثم من المعلوم أن المراد بالاستفهام هنا إنما هو الإنكار ؛ إذ الإنكار أحد المعاني التي تتولد منه ، وإذا كان الأمر كذلك فلا يناسب قوله : إن سأل بالهمزة عن مذكور منكر ـ لأن المنكر ليس بسائل ، وقوله في شرح الكافية : «حرف الإنكار مدة زائدة تلحق المحكي بعد همزة الاستفهام» أحسن من قوله هنا : إن سأل بالهمزة ، وقد عرف من كلامه ـ أعني في التسهيل ـ ثلاثة أمور :
الأول : أن مدة الإنكار لا بد أن تتقدمها همزة ، وإنما كان كذلك لأن المراد الإنكار ، والمدة لا دلالة لها عليه ، وإنما الدال عليه الهمزة. ـ
__________________
(١) انظر الكتاب (٢ / ٤٢١) (هارون).
(٢) انظر الكتاب (٢ / ٤٢٠) (هارون).