......
______________________________________________________
فإنّي من قوم سواكم وإنّما |
|
رجالي فهم بالحجاز وأشجع (١) |
وعند المبرد (٢) وابن السراج (٣) وأبي علي (٤) أن «إذما» باق على اسميته ، وفي ذلك كلام يأتي ذكره في القول على «حيثما».
وأما الأسماء فما تضمن معنى «إن» فجرى مجراها في التعليق والعمل وهي خمسة أضرب : اسم محض ، واسم يشبه الظرف ، وظرف زمان ، وظرف مكان ، وما يستعمل اسما وظرفا.
الضرب الأول : من ، وما ، ومهما ، فـ «من» لتعميم أولي العلم ، وتكون شرطا فتجزم كقوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)(٥) ، و «ما» لتعميم الأشياء ، وتكون أيضا شرطا فتجزم كقوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ)(٦) و «مهما» مثل «ما» وأعم منها ، ولا شك في كونها اسما بدليل عود الضمير إليها كما يعود إلى «ما» قال الشاعر :
٣٩٧٠ ـ إذا سدته سدت مطواعة |
|
ومهما وكلت إليه كفاه (٧) |
__________________
(١) هذان البيتان من الطويل لعبد الله بن همام السلولي ، وأفرع من الأضداد وأراد به هنا : انحدر.
والشاهد في البيت الأول في «فإذما» حيث وقعت شرطا ولذا قرن جوابها بالفاء في البيت الثاني «فإني».
والبيت الأول في أمالي الشجري (٢ / ٢٤٥) ، والمفصل (ص ٣٢٢) ، وابن يعيش (٧ / ٤٧) والبيتان في ابن يعيش (٩ / ٦ ، ٧).
(٢) في المقتضب (٢ / ٤٥) قال : ومن الحروف التي جاءت لمعنى : «إن» و «إذما». فظاهر كلامه أن «إذما» حرف ، ولا يرى أنه باق على اسميته كما ذكر الإمام بدر الدين.
(٣) يرى ابن السراج أنها ظرف ، انظر : الأصول (٢ / ١٣٣).
(٤) يرى أبو علي الفارسي أنها ظرف ، انظر : الإيضاح (ص ١٠٧).
(٥) سورة التغابن : ١١.
(٦) سورة البقرة : ١٩٧.
(٧) هذا البيت من المتقارب وهو للمتنخل الهذلي كما في الخزانة (٣ / ٦٣٦) ، وانظر ديوان الهذليين (٢ / ٣٠).
الشرح : قوله : إذا سدته هو من : المساودة التي هي المسادة والسّواد كالسّرار بكسرهما لفظا ومعنى ، قال : إذا ساورته طاوعك وساعدك ، وقيل : هو من السيادة فكأنه قال : إذا كنت فوقه سيدا له أطاعك ، ولم يحسدك ، وإن وكلت إليه وفوضته شيئا كفاك ، والمطواع : الكثير الطوع والانقياد ، والتاء في مطواعة لتأكيد المبالغة.
والشاهد فيه على أن «مهما» اسم بدليل رجوع الضمير إليه وهو «الهاء» والضمير لا يرجع إلا إلى الاسم. والبيت في ابن يعيش (٧ / ٤٣) ، وشرح الكافية (٢ / ٢٥٣) ، والخزانة (٣ / ٦٣٥).