.................................................................................................
______________________________________________________
يقال : زيد مرفوع وإن لم ينطق برفعه ، لأنه إنما سكّن آخره لكونه موقوفا عليه ، وهكذا يقال في المحكي.
وفي شرح الشيخ (١) : «واختلف النحويون في الحروف اللاحقة لمن يعني : الواو والألف والياء ، في : منو ومنا ومني ، فقال المبرد (٢) : هي حروف زيدت أولا ولزمت عنها الحركات ، وقال بعضهم : إنها عوض من لام العهد (٣) ، وقال السيرافي (٤) : إن حركات النون حركات حكاية وأشبعت فولدت عن الحركات الحروف ، والموجب للإشباع أنه لا يوقف على متحرك» انتهى.
والذي قاله السيرافي هو الحق الذي لا يجوز العدول عنه ، ولا يفهم الذهن الصحيح غيره ، وأما القولان المنسوب أحدهما للمبرد ، فلم أفهم معناهما.
ثم ذكر الشيخ (٥) أن من فروع هذه المسألة ـ يعني الحكاية بـ «من» ـ أنه إذا اجتمع مؤنث ومذكر ألحقت في الآخر ، تقول لمن قال : رأيت رجلا وامرأة : من ومنه فتسكن الأول ؛ لأنه وصل ، وكذلك لو عكست ، تقول لمن قال : رأيت امرأة ورجلا : من ومنا ، وسواء اتفق الإعراب كما مثل أم اختلف ، تقول لمن قال :ضرب رجل امرأة : من منه ، والعكس من منا ، وكذلك أيضا لو اتفقنا في الوحدة كما مثل ، أو اختلفا فتقول لمن قال : رأيت رجلا وامرأتين : من ومنتين ، ورجلا ونساء : من ومنات ، وكذلك في العكس ، فتقول لمن قال : رأيت امرأة ورجلين :من ومنين ، ونساء ورجلا : من ومنا ، وعلى هذا يقاس.
قال (٦) : وهل يجوز أن يغلب المذكر على المؤنث فيبنى بصيغة المذكر ، فتقول لمن قال : رأيت رجلا وامرأة : منين ، كما تقول : ضربت أحمرين في رجل أحمر وامرأة حمراء ، فيمكن أن يلحق بهذا ، فيقال : منين ويمكن أن لا يلحق به؟فلا يجوز ؛ لأن القصد الحكاية في الاستثبات ، فتقول على هذا : من ومنه كما ذكر أولا ، وكذلك إذا سئل بأيّ يجري على هذا القياس ، فتقول لمن قال : رأيت رجلا ـ
__________________
(١) المرجع السابق ورقة ٢٠٨ ، وقد نقله عنه بتصرف.
(٢) انظر المقتضب (٢ / ٣٠٥).
(٣) انظر الهمع : (٢ / ١٥٣).
(٤) المرجع السابق.
(٥) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٨ ، ٢٠٩.
(٦) أي الشيخ أبو حيان.