.................................................................................................
______________________________________________________
وامرأة : أيّا وأيّة ، وكذلك العكس فتقول لمن قال : رأيت امرأة ورجلا : أيّة وأيّا ، يجري كل واحد منهما على ما يقتضيه قياسه وإعرابه ، قال (١) : ولو خلطت سؤال من مع سؤال أيّ وذلك في العاقل وغيره في قول من قال : رأيت رجلا وحمارا ، فتقول : من وأيّا ، فتأتي بكل واحد منهما على قياسه.
قال الشيخ (٢) : «ولم يتعرض المصنف لإعراب أيّ في الحكاية ولا علام يكون رفعها ونصبها وجرّها؟ قال : ونحن نتكلم الآن على ذلك ... فذكر : أنهم اختلفوا في الحركات اللاحقة لأيّ ، فقيل : حركات إعراب نشأت عن عوامله ، وقيل :ليست للإعراب ، وإنما هي إتباع للفظ المتكلم على الحكاية ، لأنه يلزم من كونها إعرابا إضمار حرف الجر إذا جررت أيّا ، وعلى هذا تكون أيّ بمنزلة من في موضع رفع بالابتداء أو الخبر ، ولا يبعد أن تكون مفعولة محلّا ، وقد التزم بعضهم إدخال حرف الجر ، فيقول : بأيّ.
وقياس مذهب البصريين (٣) أن أيّا إذا كانت مرفوعة أن يكون رفعها على الابتداء ، فإذا قيل : أيّ سؤالا لمن قال : قام رجل فالتقدير عندهم : أيّ قام ، ولا يقدر الفعل قبلها ، فتكون فاعلة ؛ لأن الاستفهام لا يتقدم عامله عليه إلا إذا كان جارّا بشرط أن يتأخر عنه الذي يتعلق به الجار.
والكوفيون (٤) يجيزون في باب الحكاية رفعها بفعل مضمر قبلها ، لأن اسم الاستفهام عندهم في الحكاية يجوز تقديم العامل فيه حتى يكون طبق المحكي في ذلك ، ولو أظهر الفعل عندهم لجاز ، وإظهاره هو المختار عندهم في مثل : اشترى أيّ أيّا ، حكاية لمن قال : اشترى رجل فرسا ؛ ليتبين أن الاسمين محمولان على فعل واحد مضمر يرفع أحدهما وينصب الآخر ، كما أن المحكي كذلك.
وأما إذا كانت أيّ منصوبة أو مخفوضة فإنها إذ ذاك محمولة على فعل مضمر ، ويجوز الإتيان به تأكيدا فتذكره متأخرا فتقول : أيّا ضربت ، وبأيّ مررت؟ ويجوز أن تأتي به قبل أيّ فتقول : ضربت أيّا ، ومررت بأيّ ، لأنه قد جرى الفعل في كلام ـ
__________________
(١) أي الشيخ أبو حيان.
(٢) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٧.
(٣) انظر شرح الألفية للأبناسي (٢ / ٣٨٦) (رسالة).
(٤) المرجع السابق.