.................................................................................................
______________________________________________________
واعلم أن الذي تعطيه عبارة الكتاب أنه يقال في السؤال عن قول القائل : قامت امرأة أو امرأتان أو نساء : أيّ ، فالتذكير لقوله : وقد يستعملان مع غير المفرد المذكّر استعمالهما معه. ولا شك أن غير المفرد المذكر من جملته المؤنث ، وإذا كان كذلك أشكل قولهم : إنك تقول لمن قال : قامت امرأة أو امرأتان أو نساء : أيّة يا هذا ، ثم لازم ذلك أن يقال لمن قال : قامت امرأة ... إلى آخره : منة دون منو ، والظاهر أن الأمر بخلاف ذلك ؛ لكن قال الشيخ (١) : «إنك لا تقول إلا أيّة وإن النقل عنهم كذلك».
والذي ذكره ابن عصفور في «المقرّب» موافق لكلام المصنف فإنه قال (٢) : «وإن استثبت بأيّ قلت : أيّ في الرفع [٥ / ٢٠٨] وأيّا في النصب وأيّ في الخفض ، وسواء أكان الاسم مفردا أم مثنىّ أم مجموعا أم مذكرا أم مؤنثا».
واعلم أن الشيخ عند ما تكلّم على إشباع حركات نون «من» ، قال (٣) :«وتلخص أنك في منان ومنين حكيت التثنية والإعراب ، وفي منون ومنين حكيت الجمع والإعراب ، وفي منه أو منت حكيت الإفراد والتأنيث لا الإعراب ، وفي منتان ومنتين حكيت التثنية والتأنيث والإعراب ، وفي منات حكيت التأنيث والجمع لا الإعراب» انتهى.
ولقائل أن يقول : إن الإعراب في «منه» أو «منت» وفي «منات» محكي تقديرا ؛ لأن «من» لا يحكى بها إلا في الوقف ، ولكن لا يوقف على متحرك ، والسكون إنما هو عارض من أجل الوقف ، ولا يلزم من عدم النطق بشيء عدم تقدير ذلك الشيء ، ولو قال القائل : قام زيد : وقف وسكّن «دال» زيد ـ لا يمتنع أن ـ
__________________
«وحدثنا يونس أن ناسا يقولون أبدا : منا ومني ومنو ، عنيت واحدا أو اثنين أو جميعا في الوقف ، فمن قال هذا قال : أيّا وأيّ وأيّ إذا عنى واحدا أو جميعا أو اثنين ، وإنما فعلوا ذلك بمن لأنهم يقولون : من قال ذاك؟ فيعنون ما شاءوا من العدد ، وكذلك أي ، تقول : أيّ يقول ذاك؟ فتعني بها جميعا وإن شاء عنى اثنين ، وأما يونس فإنه كان يقيس «منه» على أيّة فيقول : منة ومنة ومنة ، إذا قال : يا فتى ، وكذلك ينبغي له أن يقول إذا آثر أن لا يغيرها في الصلة ، قال سيبويه : وهذا بعيد ، وإنما يجوز هذا على قول شاعر قاله مرة في شعر ثم لم يسمع بعد».
(١) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٧.
(٢) انظر المقرب (١ / ٢٩٩).
(٣) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٧ ، ٢٠٨.