.................................................................................................
______________________________________________________
الحركات في نونها حال الإفراد ، فأفهم كلامه بقوله : «ولكن» أن الحكم المذكور مخصوص بـ «من».
وأفهم قول المصنف : وتسكّن قبل تاء التّأنيث حال التّثنية ـ أنها قبل «تاء» التأنيث في الإفراد لا تسكن بل تفتح كما أن كل حرف واقع قبل «تاء» التأنيث يستحق الفتح ، فيقال : منة في الإفراد ومنتان في التثنية.
وأشار بقوله : وربّما سكّنت في الإفراد وحركت في التّثنية ـ إلى أنه قد يعكس الأمر فيهما فيقال : منت ، ومنتان.
وأفهم قوله «وربّما» أن الأكثر والأفصح التحريك في الإفراد ، والتسكين في التثنية.
ولما كان المجموع الذي يحكى بـ «أيّ» وب «من» قد يكون جمع تكسير ، وكانت الحكاية إنما يؤتى فيها بصيغة جمع التصحيح ، كقولك : أيّون ، ومنون ـ احتاج المصنف بعد قوله : أو جمع تصحيح ـ إلى أن يردف ذلك بقوله : موجود فيه أو صالح لوصفه.
فمثال الأول : بنون وبنات ، ومثال الثاني : رجال ونساء.
فإن جمع التصحيح وإن لم يكن موجودا فيهما لكنهما صالحان لوصف يجمع جمع التصحيح ، كقولك : قام رجال مسلمون ونساء مسلمات.
وأما قوله : وقد يستعملان مع غير المفرد المذكّر استعمالهما معه ـ ، فأشار به إلى أن «أيّا» يحكى فيها إعراب المحكي خاصة كائنا ما كان ، فإذا قيل : قام رجل أو رجلان أو رجال قلت : أيّ ، وإذا قيل : ضربت رجلا ، أو رجلين أو رجالا قلت : أيّا ، وإذا قيل : مررت برجل أو رجلين أو رجال ، قلت : أيّ ، وكذا إذا قيل : قامت امرأة أو امرأتان أو نساء ، قلت : أيّة يا هذا ، وتنصب في نصب ذلك وتجر في جره ، وكذا تفعل في «من» فتلحقها «واوا» رفعا و «ألفا» نصبا و «ياء» جرّا ، فيقال في : قام رجل أو رجلان : منو ، وفي نصب ذلك : منا ، وفي جره :مني ، وكذلك في المؤنث إفرادا وتثنية وجمعا ، نقل ذلك يونس عن قوم من العرب وهو لا (١) ، قصدوا قصر الأمر على حكاية الإعراب خاصة. ـ
__________________
(١) يعني أن يونس نقل ذلك عنهم ومع ذلك فقد خالفهم ، قال في الكتاب (٢ / ٤١٠) (هارون)