[سرد لبعض الأفعال الجامدة]
قال ابن مالك : (فصل ؛ منعت التّصرف أفعال منها المثبتة في نواسخ الابتداء ، وباب «الاستثناء» و «التّعجّب» وما يليه ، ومنها «قلّ» النّافية ، و «تبارك» و «سقط في يده» و «هدّك من رجل» و «عمّرتك الله» و «كذب» في الإغراء ، و «ينبغي» و «يهيط» و «أهلمّ» و «أهاء وأهاء» بمعنى آخذ ، وأعطي ، و «هلمّ» التّميميّة ، و «هأ» و «هاء» بمعنى خذ ، و «عم صباحا» و «تعلّم» بمعنى اعلم).
______________________________________________________
التي يراد بها التقليل ، ولهذا جاز أن تكون «ما» المتصلة بها مصدريّة.
وأما قول المصنف : وقد يدل على النّفي بقليل وقليلة ـ فمثال ذلك : قليل من الرجال يقول ذلك ، وقليلة من النساء تقول ذلك ، فهذا قد يراد به النفي أي :ما يقول ذلك رجل ، وما تقول ذلك امرأة.
قال ناظر الجيش : المراد بعدم تصرف الفعل : لزومه صيغة واحدة ، وذلك بأن لا تختلف أبنيته لاختلاف الزمان.
وأشار إلى أن من الأفعال العادمة التصرف ما تقدم له ذكره في أربعة الأبواب ، أما ما بيّن في نواسخ الابتداء فهو المذكور في باب «كان» وهو : ليس ودام ، وفي باب «أفعال المقاربة» وفي باب «الأفعال الناصبة المبتدأ والخبر مفعولين» وهو : تعلّم وهب ، وأما المبين في باب الاستثناء فهو : عدا وخلا وحاشى ولا يكون ، وأما المبين في باب «التعجب» فهو : الصيغ التي هي مستعملة في التعجب ، وأما المبين في الباب الذي يليه وهو باب «أفعال المدح والذم» فهو : نعم وبئس وحبذا وما ذكر معها.
ثم أشار إلى بقية الأفعال غير المتصرفة التي لا تختص بباب من الأبواب وجملتها :
خمسة عشر فعلا :
الأول منها : «قلّ» : وقد تقدم ذكرها ، وتقييدها بالنافية احتراز من الدالة على القلة المقابلة للكثرة فإنها تتصرف ، يقال : قلّ ودّ فلان وقلّ ماله ويقلّ ودّه ويقلّ ماله.
والثاني : «تبارك» قال الله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)(١) وقال الله ـ
__________________
(١) سورة الملك : ١.