.................................................................................................
______________________________________________________
تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)(١) قيل : وهو مشتق من البركة ، وهو غير متعدّ ، وأما «بارك» فقد عدي بـ «في» نحو : بارك الله فيك ، وب «على» نحو : وبارك على محمد ، وبنفسه ، قال الله تعالى : (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها)(٢) وهو متصرف ، يقال : تبارك الله فيك.
والثالث : سقط في يده : وهي كلمة تقال في معنى الندم والتّخلي عما كان يتعلق به ، وأصل «سقط» بمعنى وقع : التّصرّف وعدم التّعدّي ، ثم إنه لما خرج عن أصل وضعه واستعمل مجازا في المعنى الذي ذكر ، أشبه الحرف فمنع التصرف ، وبني لما لم يسم فاعله ، وأقيم الجار والمجرور مقام الفاعل.
والرابع : هدّك من رجل : ذكر الشيخ في شرحه (٣) «أن العرب تارة تجعل هذا اسما وتصف به وتتبعه ما قبله في الإعراب نحو : مررت برجل هدّك من رجل ، ومعناه معنى : حسبك من رجل ، أي : بحسبك من رجل ، تقول العرب : أحسبني أي : كفاني ، ولا يثنى ولا يجمع تثنية الموصوف ولا جمعه ، بل تقول : مررت برجلين هدّك من رجلين ، لأن الأصل فيه المصدر ، قال (٤) : وزعم بعض أصحابنا أن العرب لم تستعمل منه فعلا ، وليس بصحيح ، بدليل نقل سيبويه (٥) وغيره أن العرب تجعله فعلا فتقول : مررت برجل هدّك من رجل ، فإن قلت : فلعل هذا اسم وهو منصوب على الحال من النكرة!! فالجواب أن العرب قالت : مررت بامرأة هدتك من امرأة فألحقت «تاء» التأنيث اللاحقة للأفعال ، فدل على أنه فعل وهو مع ذلك لا يتصرف.
قال سيبويه (٦) : وسمعنا بعض العرب الموثوق بهم يقول : مررت برجل هدّك من رجل ، ومررت بامرأة هدّتك من امرأة فجعله فعلا بمنزلة : كفاك وكفتك».
والخامس : «عمّرتك الله» (٧) : ومعناه : أسالك بالله ، وهو فعل مأخوذ من قولهم : عمّرك الله ، قال الشاعر : ـ
__________________
(١) سورة المؤمنون : ١٤.
(٢) سورة النمل : ٨.
(٣) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٣.
(٤) أي الشيخ أبو حيان. المرجع السابق.
(٥) انظر الكتاب (١ / ٤٢٢) (هارون).
(٦) انظر الكتاب (١ / ٤٢٣) (هارون).
(٧) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٣.