[قلّما وقليل وحديث عنهما]
قال ابن مالك : (ويساوي «أقلّ» المذكور «قلّ» رافعا مثل المجرور ، ويتّصل بـ «قلّ» ما كافّة عن طلب فاعل فيلزم في غير ضرورة مباشرتها الأفعال ، وقد يراد بها حينئذ التّقليل حقيقة ، وقد يدلّ على النّفي بـ «قليل» و «قليلة»).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : يريد أن الفاعل الذي تسند «قلّ» إليه يكون مثل المجرور أي الذي جرّ بـ «أقل» فـ «اللام» في «المجرور» للعهد ، وإذا كان مثله فيتعين أن يكون نكرة موصوفة بصفة لازم كونها فعلا أو ظرفا يراد به في أحد محمليه نفي العموم ، وذلك نحو : قلّ رجل يقول ذلك ، وقلّ رجل في الدّار ، وقلّ رجل عندك ، المعنى :ما رجل يقول ذلك ، وما رجل في الدار ، وما رجل عندك.
ونبه بقوله : ويتّصل بقلّ ما كافة عن طلب فاعل ـ على أن «قل» حينئذ تجري مجرى حرف النفي ، فلا يكون لها فاعل ، ولما أجريت مجرى النفي وليها الأفعال في الكلام الفصيح ، فيقال : قلّما يقوم زيد في معنى : ما يقوم زيد ، ولا يليها الاسم إلا في الضرورة ، كقول الشاعر :
٤١٦٣ ـ صددت فأطولت الصّدود وقلّما |
|
وصال على طول الصّدود يدوم (١) |
ويفهم من قول المصنف : إنّ ما كافّة لقلّ عن طلب فاعل ـ أن الاسم الذي وليها في هذا البيت لا يكون فاعلا ، ولم يعلم من كلامه ما هو الرافع لذلك الاسم الواقع بعدها؟ وللنحاة فيه تخريجان (٢) :
أحدهما : أنه مرفوع بـ «يدوم» فالنية به التأخير ولكن قدّم ضرورة.
ثانيهما : أنه فاعل بفعل مضمر يفسره ما بعده ، التقدير : وقلما يدوم وصال على طول الصدود يدوم. ـ
__________________
(١) البيت من الطويل وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه (ص ٢٠٧).
والشاهد فيه قوله : «وقلما وصال» حيث ولي «قلما» الاسم ضرورة لأنه إذا اتصل بـ «قل» ما تجري مجرى النفي فيليها الأفعال في الكلام الفصيح. وانظر البيت في الكتاب (١ / ٣١) (هارون) ، (٣ / ١١٥) ، والمنصف (١ / ١٩١ ، ٢ / ٦٩) ، والمحتسب (١ / ٩٦) وأمالي الشجري (٢ / ١٣٩ ، ٢٤٤) والإنصاف (ص ١٤٤).
(٢) انظر التذييل (خ) ج ٥ ورقة ٢٠٢.