[حكم الشرط إذا حذف الجواب]
قال ابن مالك : (وإن حذف الجواب لم يكن الشّرط مضارعا غير منفىّ بـ «لم» إلّا قليلا).
______________________________________________________
ومراده بذلك أن يكون فعل الشرط مضارعا وفعل الجزاء ماضيا ، ولا شك أن المضارع المقرون بـ «لم» ماضي المعنى. فيمكن شمول عبارته له.
قال ناظر الجيش : قال الشيخ (١) : تقدم له أول هذا الفصل قوله : «ولا يكون الشرط حينئذ غير ماض إلا في الشعر (٢) وذلك فرع من كلامه هنا ، لأن تلك المسألة معروضة في تقدم شبه الجواب ، وأن الجواب محذوف إذ ذاك ، والذي هنا شرط فيه حذف الجواب ، وحذف الجواب تارة يكون لتقدم دليل الجواب كتلك المسألة ، وتارة يكون لغير ذلك نحو القسم إذا تقدّم على الشرط نحو : والله إن جاء زيد لأضربنّه فـ «لأضربنّه» وهو متأخر يدل على حذف جواب الشرط ، فحذف الجواب أعم من حذفه لتقديم الدليل عليه ، إلا إن ادّعى أن الشرط مؤخر في الرتبة وإن كان متقدما في اللفظ ، لأن وضع المقسم عليه أن يكون ملاصقا في التركيب للقسم ، فحينئذ يكون لا يحذف جواب الشرط إلا إذا تقدمه ما يدل عليه إما لفظا وإما تقديرا.
قال (٣) : وقوله : لم يكن مضارعا غير منفىّ بلم ، هو معنى قوله : ولا يكون الشرط حينئذ غير ماض ، إلا أنه في تلك المسألة قال : إلا في الشعر ، وهنا قال :إلا قليلا ، وهذا لا يشعر بالاختصاص بالشعر ، بل بجوازه على قلة ، والصحيح اختصاص ذلك بالشعر ، وقال سيبويه (٤) : إن أتيتني آتيك أي على التقديم والتأخير ، وقال أيضا (٥) : وأما إن تأتك هند آتيك فقبيح ، لأن الجواب لا يحذف مع عمل إن إلا ضرورة ، وقد سوّى المبرد (٦) بين الموضعين». ـ
__________________
(١) انظر التذييل (٦ / ٩٠٦).
(٢) انظر التذييل (٦ / ٨٥٠).
(٣) أي الشيخ أبو حيان.
(٤) قال في الكتاب (٣ / ٦٦): «وقد تقول : إن أتيتني آتيك ، أي آتيك إن أتيتني».
(٥) قال في الكتاب (٣ / ٦٧): «ولا يحسن إن تأتني آتيك ، من قبل أن إن هي العاملة ، وقد جاء في الشعر».
(٦) انظر المقتضب (٢ / ٦٩).