.................................................................................................
______________________________________________________
حذفت «الفاء» لا يجوز الجزم فيه ، مثال ذلك : إن تركب إليّ فتضحك وتقرأ أحسن إليك ، فلا يجوز الجزم في : «وتقرأ» ؛ لأنك لو حذفت الفاء من : فتضحك لم يجز الجزم ، بل يرتفع الفعل على أنه في موضع الحال. كأنك قلت : إن تركب إليّ ضاحكا وقارئا أحسن إليك. انتهى.
وأما قول المصنف : والمنفيّ بـ «لا» الصّالح قبلها كي جائز الرّفع والجزم سماعا عن العرب فقد عرفت معناه ومثاله من كلام بدر الدين.
قال المصنف في شرح الكافية (١) : وحكى الفراء عن العرب في المضارع المنفي بـ «لا» الجزم والرفع إذا حسن تقدير «كي» قبله ، وأنهم يقولون : ربطت الفرس لا ينفلت ولا ينفلت وأوثقت العبد لا يفرّ ولا يفرر ، قال : وإنما جزم ؛ لأن تأويله : إن لم أربطه فرّ ، فجزم على التأويل ، قال : وأنشدني بعض بني عقيل :
٣٩٠١ ـ وحتّى رأينا أحسن الفعل بيننا |
مساكتة لا يقرف الشّرّ قارف (٢) |
وقال :
٣٩٠٢ ـ لو كنت إذ جئتنا حاولت رؤيتنا |
أتيتنا ماشيا لا يعرف الفرس (٣) |
بجزم : يقرف ، ويعرف ، ورفعهما. انتهى.
قال الشيخ (٤) : لم يذكر المصنف ولا ابنه خلافا في هذه المسألة وادّعيا أن العرب تجيز الجزم والرفع في مثل هذا ، وقد خالفا في ذلك الخليل وسيبويه (٥) وسائر البصريين ، فكان ينبغي أن ينبه على خلاف هؤلاء ، وإذا كان خلاف هؤلاء لا ينقل ، ويزعم أن العرب تقول مثل هذا اغترّ بذلك من ليس له اطلاع على مذاهب العرب ، ولا على خلاف أئمة العرب ، ولكن الظن يسعهما ، أما ابن المصنف فلقلة محفوظه ، وأما أبوه المصنف فلقلة اعتنائه بكتاب سيبويه ، قال سيبويه (٦) رحمهالله تعالى : وسألته ـ يعني الخليل ـ عن : آتي الأمير لا يقطع اللّصّ ، فقال (٧) : الجزاء ها هنا خطأ ، لا يكون الجزاء أبدا حتى يكون الكلام الأول غير واجب ، إلا أن ـ
__________________
(١) انظر : شرح الكافية الشافية (٣ / ١٥٥٦) وقد سبق أن أورد المؤلف هذا الكلام عن شرح التسهيل لبدر الدين.
(٢ ، ٣) تقدم.
(٤) انظر : التذييل (٦ / ٦٧٤ ـ ٦٧٧).
(٥) ليست في التذييل.
(٦) انظر : الكتاب (٣ / ١٠١).
(٧) في النسختين : قال.